الجمعة، 23 نوفمبر 2012

دكتور مصطفى النجار يكتب رساله إلى مرسي !



اذا أحسنت فأعينونى وإذا أسأت فقومونى ، بهذه الكلمات أطل علينا الدكتور مرسى عقب نجاحه فى الانتخابات الرئاسية وتمثل بما قاله صحابة رسول الله ( ص ) حين تولوا المسئولية ولذلك أكتب اليه هذه الكلمات والى جماعته التى تقف وراءه بعد أن تولوا مسئولية قيادة الوطن
الى الاخوان :
أولا : من ا
لعار عليكم أن تصفوا الثوار الحقيقين ومن كانوا شرارة هذه الثورة - فى وقت تثاقل فيه أخرون – أنهم فلول وأعداء للثورة لمجرد أنهم يعارضون قرارت الرئيس التى يرون فيها خروج عن الشرعية وبداية لصناعة الاستبداد
ثانيا : من التدليس أن تقولوا أن المختلفين مع قرار الرئيس يرفضون بعض الايجابيات التى جاءت بقرارته ولذلك نعلنها بوضوح نحن مع تغيير النائب العام ومع اعادة المحاكمات للوصول للقصاص ولكننا لا لن نشرب السم فى العسل ونتغاضى عما تم خلطه بهذه القرارت من كوارث لا يمكن قبولها من أى مواطن شريف يطمح فى الديموقراطية ويأمل فى مناخ سياسى جديد عقب الثورة
ثالثا : من المؤسف أن يستغل الرئيس سلطاته لدعم جماعته وحزبه فى الجمعية التأسيسية التى اعترضنا جميعا على تشكيلها من البداية ولكن عاندتم الجميع ومضيتم عكس الاتجاه وأخرجتم لنا مسودات لا علاقة لها بما كنا نأمله فى دستور الثورة وأخذتم المجتمع لمعركة وهمية حول الشريعة وكأنها محل الخلاف ، والحقيقة التى لا بد أن يعلمها الناس أنكم تريدون تمرير دستور يحتوى تقريبا على مضمون وثيقة السلمى التى اعترضنا عليها جميعا فى يوم من الأيام مع تشويه كامل لفصل السلطات الثلاث حتى وصل بنا الحال أن نتباكى على الدساتير السابقة
رابعا : ما معنى تحصين مجلس الشورى الذى أجريت انتخاباته بنفس القانون الذى كان سببا فى حل مجلس الشعب ؟ وما معنى تحصين التأسيسية ؟ هل نقوم بالغاء القضاء حتى ترتاحون ولماذا لم نرى هذا الحماس لتطهير القضاء كما تقولون أثناء أنعقاد البرلمان السابق ؟
خامسا : تقولون أن الشورى من الشريعة وتدعون الى تطبيق الشورى بين الحاكم والشعب فأين هذه الشورى التى طبقتموها حين ينفرد الرئيس بقرارات لا يحق له أخذها دون استفتاء الناس والرجوع للأمة ؟ تطلبون منا أن نثق بالرئيس وتقولون هذا استبداد مؤقت حفاظا على الثورة والحقيقة أن الرضى بقليل الاستبداد يفتح الباب للاستبداد الدائم ولو نزل الفاروق عمر رضى الله عنه ليحكمنا الأن ما منحناه هذه الصلاحيات المطلقة التى تتنافى مع الشريعة التى تملئون الدنيا بالحديث عنها وأنتم منها بعيد بعيد
الى الرئيس :
أولا : انتخابك كرئيس لا يعطى لك الحق فى الخروج عن الشرعية التى أقسمت على احترامها وخروجك عنها يسقط شرعيتك لذلك ننصحك بالتراجع عن القرارات المرفوضة فورا وعدم العناد فلن يستطيع أى سياسى شريف فى مصر أن يؤيدك فى هدم مؤسسات الدولة ونظامها ومن يرتضى ذلك فهو خائن لهذه الثورة وهذا الوطن ولن نكون أبدا ممن يصمتون عن الحق والتاريخ لن يرحم أحد ممن ارتضى نفاقك والتطبيل لما تفعله لغرض أو هوى وتذكر حديثك عن الستينيات ونقدك لها وها أنت تعيدنا لمشهد الاعتداء على المستشار السنهورى ثم مذبحة القضاة وبدء مرحلة الاستبداد

ثانيا : خلال شهورك القليلة فى الحكم لم نرى انجازا كبيرا لادارتكم ووزارتكم تستطيع أن تستند عليه الأن وأنت تقرر أنك حامى الثورة والشعب بل رأينا كوارث تكفى لاسقاط نظام كامل مثل مجزرة أسيوط التى أزهقت فيها أرواح أطفال مصر ولا تعتقد أن دعم أفراد التنظيم الذى تنتمى اليه كاف لك لكى تستأثر بما تفعل وأنت تلغى وجود الشعب بالكامل ، مصر أكبر من جماعتك وتنظيمك وفكرالقبيلة الذى أصبح سمتا مميزا لهذه المرحلة ، وتصفيق الاخوان وبعض السلفيين لك فى الاستاد او امام الاتحادية ليس معناه ان الشعب معك
ثالثا : غير بطانتك التى ورطتك فى سقطات متتالية لم يتوقعها أحد ، واذا لم تكن تستشيرهم وهم أبرياء من هذه السقطات فمن الواجب عليهم أن يتحلوا بالكرامة والأخلاقية ويخرجون للشعب ويقولون له نحن مجرد ديكور فى مشهد بائس ولن نستطيع أن نكمل هذا الهزل
الى الثوار والقوى الوطنية :
أولا : بينوا للناس تفاصيل المشهد حتى لا يدخل عليهم تدليس المدلسين الذين يلبسون الحق بالباطل قولوا للناس ان الثورة فى خطر وأن الديموقراطية التى مات أبناؤنا من أجلها تتآكل وتتعرض لاختبار قاس اما أن تتجاوزه واما أن نعلن اجهاض الثورة والعودة لعصور الظلام فقضيتنا قضية أخلاقية وليست مجرد خلاف سياسى مع فصيل بعينه نحن الأن ندافع عن المبادىء وعن بنية الدولة ولن نسمح بهذا العبث وفاءا للشهداء الذين ماتوا من أجل أن يكون فى مصر دولة محترمة
ثانيا : ابتعدوا عن العنف ولا تستجيبوا للاستفزازات التى تريد الصاق العنف بكم ، أعلنوا براءتكم من أى شخص قد يلجأ للتخريب او الحرق أو الاعتداء على الممتلكات الخاصة أو العامة وأخرجوهم من بينكم ان اندسوا ، نحن نخاف على هذا الوطن ولن نسمح لأحد باسقاط مصر أو اشعال فتيل الحرب الأهلية فيها ، لن يتقاتل المصريون فيما بينهم مهما تغابت السلطة أو خرج فصيل سياسى عن الاطار العام للدولة
ثالثا : توحدوا اليوم ولا تتأثروا بالدعاية السلبية التى تتهمكم بالتحالف مع الفلول فهذه دعاية سمجة ، كل مصرى اليوم مطالب أن ينتفض ويجهر بالحق فى اطار سلمى ليحافظ على بنية الدولة والتوازن بين سلطاتها ومنع اختطاف الديموقراطية فى أى اتجاه
يا رئيس الجمهورية دماء المصريين فى رقبتك ، أطفأ النار التى أشعلتها ولا تجر مصر لحرب أهلية يقتل فيها المصريون بعضهم البعض ، بئس الحزبية وبئس الايدلوجية التى تجعلكم تأخذون الوطن الى هذه المنعطف ، اتقوا الله فينا وعودوا للشريعة التى تدعون اليها ، فقد خرجتم عنها وانحرفتم ، حفظ الله مصر من كل سوء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق