الأحد، 3 يونيو 2012

تحت شعار " معا نهدم وطننا " .. المصداقية و الحياد الاعلامى المفقودان يهددان بحرب اهلية قادمة ؟!!


  
بقلم – عمرو سليم :

عزيزى القارى أنصحك قبل ان تبدا فى قراءة تلك السطور ان تتناول دواء الضغط و السكر و احضر ايضا دواءعلاج للصداع لانك ربما تحتاجه .. هل حاولت ان تبحث عن ابرة وسط كومة من القش ؟!! . اذا وجتها فانت محظوظ و لكن هنا فى الموضوع الذى سوف نتحدث فيه سويا لن تجد تكل الابرة لانها للاسف لم تكن فى القش من الاساس .

تلك الابرة هى الحياد و الموضوعية و المصداقية المهنية الاعلامية و الصحفية ، اما القش هو مئات القنوات الفضائية و عشرات الصحف و البرامج الحوارية و التوك شو ، التى تدخل على المشاهد بل تهجم عليه من كل جانب على عقله و تفكيره و مشاعره لتقلب افكاره وتغيير طريقة تفكير العديد من شرائح الشعب خاصة محدودى الثقافة .

من هنا نستطيع ان نستنتجح سويا ان الاعلام سلاح ذو حدين .. نعم فهو كالمادة الكيميائية التى يمكن ان يبتلعها الانسان و تتسبب بموته او توضع داخل الدواء لتشفيه من العديد من الامراض .

قبل ثورة 25 من يناير كان الاعلام المسموع و المرىء و المقروء مختلف تمام عن بعد الثورة فكان القلم يقصف و الكاميراو الميكرفون تحت رهن صاحب السلطة ، و اذا فكر مجرد تفكير صاحب القلم او التفتت الكاميرا لغير ما يريد اولى الامر فسيكون مصيرهما الفناء .

اما بعد الثورة تبدل الحال و بصراحة شديدة فان الحرية التى حدثت لا يمكن وصفها فتستطيع ان تكتب ما تشاء و تقول ما تريد فانت حر ضميرك هو حارسك .

و لكن للاسف الشديد فان تلك الحرية عندما تفقد اهم مميزاتها وهى الحياد و الموضوعية و المصداقية لمهنية فانها تتحول الى كارثة .. وهو ما يحدث الان بالاعلام اتلمصرى بمختلف الوانه و اتجاهاته .

فتحولت العديد من القنوات الفضائية التى انطلقت بعد الثورة بسرعة البرق – فى دهشة من الجميع و تعجب - الى سيارات اجرة ترفع شعر " ادفع لنوصلك حيثما تريد " ، فتحولت المنابر الاعلامية التى من المفترض ان تكون حارس للوطن و الشعب و عين المواطنين التى لاتنام و لا تغفل الى ابواق موجهة و اسهم مصوبة تجاه اهدافها المحددة مسبقا .

ما زاد الطين بلة فبدلا من ان يجمع الاعلام المواطنين بل اصبح مصدر للفرقة و نشر الفتن و قسم الى اعلام فلول و سلطة و ثورة و دينى و اخر هابط ابطاله من الراقصات و حاملى الطبول .

فاصبح المزايدات على الوطنية و من ينقد اويسب اكثر هو البطل ، واصبح العديد من الاعلاميين و الصحفيين قضاة يحكمون و ينفذون الحكم ، ما اشاهده الان مهزلة اعلامية لا تكاد الا ان تكون مشهد هزلى فى مسرحية كوميدية لكنها سستحول الى كابوس رهيب يهدد بكارثة ، فها هو الاعلامى الذى كان منذ عام ونصف يمجد و يشيد بالسلطة و اولى الامر اصبح الان ثورجى من الطراز الاول ، و تحول فى لحظة من عبد للسلطة الى ثائر لا يهدأ .. فهل تصدقون ذلك ؟!!

اما الكارثة الكبرى التى وضعتنا الان فى مازق لا نعرف كيف نخرج منه – اقصد الانتخابات الرئاسية – فهى الاعلام الدينى فما يحدث بالعديد من القنوات التى تدعى انها دينية بمثابة مهزلة يمكن – لا بل كادت ان تكون سبب فى ضياع شعب باكمله – ان تتسبب بحرب اهلية قادمة ، فقد اصبح ذلك النواع من الاعلام الفاقد للحياد المهنى يمثل قنبلة موقوتة اتوقع ان تنفجر باى لحظة لتاخذ فى طريقها الاخضر و اليابس و سيتمنى بعدها قطبى الوطن انهم قد حكموا عقولهم قبل ان يمسكون بالريموت كنترول ليدخل عقولهم تلك الافكار الهدامة القاتلة التى تسمم وجدانهم .. ولكن للاسف فسيكون ذلك بعد فوت الاوان .

فاصبح الاعلام الدينى الان يحارب بعضه العبض و تحولت الساحة الى حرب اعلامية بين القنوات الدينية و استخدم فيها طبعا الخلطة القاتلة وهى خلط الدين بالسياسة ليخرج علينا البعض و يكفر و البعض على الجانب الاخر لينشر الرعب بمن تيار دينى اخر .

واصبح المواطن الان كالطفل التائه وسط غابة مظلمة لا يعرف طريقه و يتخبط فى الاشجار و الاغصان التى تجرحه تارة و تمزق ملابسه تارة اخرى

.اسمحوا لى ان اخذ دقائق قليلة من وقتكم لاحكى لكم عن قصة لا يمكن ان تشاهدها الا باعلامنا ، كنت اركب فى احدى عربات مترو الانفاق فسمعت بالصدفة محاثة بين احد الاشخاص الذى مان يقف الى جوارى كان يتحدث مع ما يبدوا انه صديق له ، تحدث الاثنان عن حال البلد و التطورات التى نعيشها يوميا ، وفى خضم حديثهما وجدت احدهما يقول للاخر تصور فى احد المرات التى حدثت فيها تظاهرة و تحولت الى اشتباك بين قوات الامن و المتظاهرين شغلت التليفزيون الذى لدى فى المنزل على احدى القنوات الارضية وجدت ان الاحوال هادئة بل وجدت ان احدى القنوات الارضية تعرض اغانى و برامج ترفيهية ، فقمت بامساك الريموت و حولت الى احدى القنوات الفضائية فوجدت نقيض ما شاهدته منذ قليل على التليفزيون الارضى ، الارض تكاد تشتعل بمن عليها و الاشتباكات و القاء الحجارة و المولوتوف و قنابل الغاز تلقى بكل اتجاه و المصابين فى تزايد كل دقيقة فلم اصدق ما اراه فشعرت انه فيلم سينمائى لانه لا يعقل ان تكون الامور هادئة و بعدها بدقيقة تشتغل لتصل لذلك الحد ، فقمت بالتحويل الى قناة اخرى حتى أتاكد مما اشاهده فشاهدت فعلا اشتباكات و مشاحنات خطيرةو لكن المثير و العجيب فان فى القناة التى كنت اشاهدها لاحظت ان الكاميرا تصور الامن يضرب المتظاهرين و و تظهر ان القوات الشرطية تعتدى علي الشباب ، اما فى القناة الاخرى وجدت العكس الكاميرا تصور المتظاهرين يلقون الحجدارة و المولوتوف على الامن الذى لا يتحرك من مكانه .

فقدت عقلى و شعرت كالطفل التائه .. هذا ما قاله ذلك الشخص لصديقه

هنا رد صديقه عليه ضاحكا لقد شاهدت ما هو ألعن من ذلك .. ففى احد القنوات شاهدت احد الشيوخ يظهر على المشاهدين و يبتسم و يفتى ان من يرشح شخص معين سيدخل الجنة و من يرشح الاخر سيدخل للنار .. استغربت من تلك الفتاوى التى تهطل علينا كالامطار و قررت ان امسك الريموت كنترول قبل ان افقد عقلى او ما تبقى مه بالاصح وحولت الى قناة اخرى فوجدت احدى القنوات الدينية على الجانب الاخر تثير الرعب و الفزع لدى المواطنين و تحذرهم انهم اذا انتخبوا ذلك المرشح الذى يتنمى لفئة معينة فانهم بذلك يحكمون على انفسهم بالفناء بل ضياع المواطنة و الحرية .

وقتها شعرت بصداع رهيب و شعرت كاننى داخل غابة من الشياطين ابتعدت فيها كل القيم و الموضوعية و الحياد الاعلامى المفترض وجوده و حب الوطن و اصبح الشعار المرفوع الان للاسف الشديد ( معا لنهدم وطننا ) .

و ها وصل المترو الى المحطة و لكنها للاسف لم تكن المحطة التى كنت اريد النزول فيها فلقد اخطات المحطة لان ذهنى كان مشغول بسؤال لا اجد لعه اجابة وظللت اردد بينى و بين نفسى بصوت مرتفع .. الى متى نقطف بايدينا ما تبقى من ثمار وطننا الغالى و نحول مستقبلنا الى جحيم ؟!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق