أخر صورة لها بعد إجراء حوارمع أسره "خالد سعيد"
غربت في مثل هذا اليوم من العام الماضي شمس ملاك الثورة وإحدى صناع الثورة المصرية "نهلة مصطفى" على إثر حادث أليم على كورنيش الاسكندرية بعد لقائها مع والدة خالد سعيد لتغطية الذكرى الأولى لوفاة نواة الثورة خالد سعيد و بعد عدة دقائق من إنتهاء أخر لقاء مصور لها.
يذكر أن نهلة مصطفى كانت تعيش بين مصر والكويت لعمل والديها بالكويت وهذا الشعور الدائم بالغربة زاد انتمائها لمصر ففي بداية الدراسة الاعدادية كتبت مقال عن الغربة خارج مصر و تم نشره بأحد الجرائد المصرية لجمال الكلمات والإحساس.
درست بالجامعة الألمانية بكلية الهندسة ومنذ أن وطئت أقدامها أرض الوطن منذ ما يقرب من 6 أعوام من تاريخ وفاتها، لم تترك تظاهره واحده مناهضة للفساد والظلم أو ناصرة للحرية والعدالة والقضية الفلسطينية إلا وكانت أحد أضلاعها في الوقت الذي كان فيه الشباب بالجامعة لا يعني بالسياسة الداخلية أو الخارجية إلا القليل ولا يملك سوى التعاطف.
و برغم انشغالها الدائم بالسياسة إلا إنها كانت متفوقة في الجامعة حيث عُرض عليها أن تعمل كمعيدة إثر تخرجها إلا أنها رفضت و عملت بعد تخرجها من الجامعة 2010 في مجال الهندسة وحتى وفاتها وكانت على قدر المسئولية كما كانت دائمًا.
ومن أهم أدوارها في الثورة المصرية صباح موقعة الجمل جمعت تبرعات من أقاربها بما يزيد عن أربعة آلاف جنيها وابتاعت بها أدوية ثم توجهت صباحًا للميدان مع اثنين من زملائها وكانت الطرق تعج بالبلطجية ورغم ذلك لم تتراجع حتى إن من معها حاولوا إثنائها عن الذهاب و لكنها أصرت حتى أوصلت الأدوية للمستشفى الميدان بعد عناء شديد لها ومن معها.
وأثناء تجميعها للتوقيعات على بيان التغيير بالمصادفة التقت قناة توثيقية وسجلت معهم بعض الكلمات :- " إن الشعب المصري وضع ثقته وأمله في التغيير في الشباب راهنوا علينا و إحنا لازم كشباب منخذلهوش ده دورنا" و يقول صاحب القناة إن هذه الجملة التي قالتها نهلة كانت الدافع له بعد الثورة لإنشاء قناة ثورية شبابية و بالفعل بحثوا عنها لتعمل بها كمذيعة إلا إنها أبت و بعد إلحاح منهم وافقت وكانت كالنجمة اللامعة في قناة 25.
إنضمت نهلة لحركة شباب من أجل العدالة والحرية قبل الثورة بعدة شهور غير أن أنشطتها على الأرض كانتت لا تقتصر على الحركة فقط بل كثيرًا ما حضرت اجتماعات لحركات و كيانات أخرى و بذلت معهم الجهد الذي استطاعته، كحركة 6 أبريل فكانت لا تتوانى عن أى جهد في أي مكان من الممكن أن يكون مثمرًا.
بذلك تكون نهلة عملت حتى وفاتها في شركة الهندسة بجانب عملها كإعلامية وبجانب النشاطات السياسية غير المنقطعة كما إنها على المستوى الانسانى كانت خيرة مخلصة فقد وجد أهلها الكثير من وصلات لجمعية رسالة بعد وفاتها.
كل الي يقرأ التقرير ده أدعوه لقرأه الفتحه لها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق