الجمعة، 15 يونيو 2012

نظرية الضفدع والثورة المصرية!






ساعات كتير بنستغرب لما نشوف ناس عايشة في أوضاع غير طبيعية أو غير تقليدية ...و بنسأل نفسنا هما الناس دي ازاي عايشين كدة؟ ازاي قابلين يعيشوا في الوضع دة ؟
أبسط ح...
اجة اسرائيل مثلاً ..... ازاي سكت العرب انها تكون موجودة علي أرض فلسطين المقدسة ...ازاي ؟!!
الاجابة ان الموضوع محصلش مرة واحدة محصلش بين يوم و ليله و لكن حصل واحدة واحدة لغاية مبقي أمر واقع ....

مثال شهير علي دة .....مثال الضفدعة ..
لو وضعنا ضفدع في وعاء من الماء المغلي، هيقفز الضفدع خارج الوعاء على الفور للهروب من خطر الموت ولكن، إذا وضعت الضفدع في ماء بارد و بدأت بتسخين الماء تدريجياً حتي الغليان ...لن يقفز الضفدع من الماء و سيظل في الوعاء حتي يموت من الحرارة !!

القصة دي بتستخدم لتوضيح خطورة التغيرات البطيئة و السر وراء قبول الناس لأشياء غير منطقية ...فالخطورة ليست من التغيرات المفاجئة و لكن الخطورة دائما في التتطور البطئ للأحداث لانها تمهد لقبول الناس لأشياء ليس من المفروض أن يقبلوها ...


و خير مثال علي ذلك ما يحدث الان في مصر ...و ما نتوقع أن يحدث خلال الأيام القادمة بقبول الشارع لأحمد شفيق و أجهاض الثورة ...

تخيلوا مثلاً لو لرجع الزمن للخلف سنة و نص و أعلن شفيق انه هيرشح نفسه في الانتخابات ......تفتكروا كان هيحصل اه ؟؟!!!
كان طبعاً الموقف هيكون غير دلوقتي تماماً...

و لكن طرح شفيق حدث بشكل مدروس و ذكي جداً ....و تم التعامل باحترافيه شديدة مع نفسية المواطن المصري ...و كان جزء من المخطط دة استخدام جهاز الاعلام لتشويه صورة الثورة و لتفرقة الثوار ...

فبعد اقاله حكومه شفيق ...أبتعد شفيق عن الساحة لمدة شهور طويله ...خلال الشهور دي نجح الاعلام في نقل صورة سوداء للشعب عن خطورة الوضع الاقتصادي لمصر و مشاكل البنزين و أزمة الأمن و أنخفاض مستوي السياحة و التهديد الخارجي و تسليط الضوء علي أخطاء الثورة و بعض التصرفات الحمقاء التي خرجت من قلة قليلة من الثوار زي "قطع كوبري أكتوبر" و "قفل المجمع " و هكذا ....دة غير المبالغة في تصوير الاسلاميين علي انهم سيحولوا مصر لأفغنستان و لايران و تسليط الضوء فقط علي أخطأئهم ...

كل دة كان نتيجته أن الثورة خسرت تعاطف و تأييد الكثير و بقي هدف الكتير من الناس "انهم يخلصوا "...

المهم ...لما جت انتخابات الرئاسة و حصلت المفاجأة بترشح عمر سليمان و خيرت الشاطر و بعدها بكام يوم استبعد الاتنين مع ابو اسماعيل الي كان له فرصه كبيرة بالفوز ....دة خلي بعض الناس تحس أن اللجنة نزيهة و تنسي شفيق شويه لأنهم كانوا شايفين انه مش هينجح و أن الخطر كان من سليمان ...

و لكن المفاجأة حصلت مع اعلان نتيجة المرحله الاولي الي دخل شفيق اعادة مع مرشح الاخوان .....

طبعاً حصلت حاله من الذهول و انقسم الناس لثلاثة أجزء ..جزء قرر اختيار شفيق نظراً لكرهة للاخوان و جزء قرر أختيار مرسي لأسقاط مرشح النظام السابق و جزء اخر ذهب يثور في الميدان ينادي بمجلس مدني ....
و لكن بعديها بكام يوم ,,, أعطت المحكمة الدستورية الأمل من جديد و اعلنت ان الحكم في تطبيق قانون العزل سيكون يوم الخميس الموافق 14 يونيو ......طبعاً هديت الناس من تاني منتظرين القرار الذي من المفترض أن يصدر الخميس 14 يونيو ...

و لكن كما أكد معظم رجال القانون أن قانون العزل لن يطبق و سترفض المحكمة التصديق عليه ... و بالتالي سيستمر شفيق ... و بالطبع لن يثور أحد قبل الانتخابات بيومين و خصوصا بعد مؤتمر رئيس نادي القضاه الي هدد فيه الثوار بعدم الاعتراض علي قرارات القضاء...و سيدخل شفيق الانتخابات و المصريين عارفين انه ممكن ينجح و لو نجح "و هذا الأرجح" مش هتكون مفاجأة و ساعتها هتلاقي معظم المصريين متقبلين للوضع ...لان ببساطة تم تمهيدهم لهذا الوضع منذ شهور ...و لو خرجت مظاهرات مش هتبقي حاجة جديدة و لا غريبة و مش هتاخد تعاطف زي زمان ...الناس هتقول "شوفنا من دة كتير " ....و لو الاخوان اعترضوا ..هتلاقي الثوار بيقولوا اشمعني دلوقتي يعترضوا بعد لما خسروا ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق