الاثنين، 18 يونيو 2012

الفوضى الخلاقه فى الشرق الاوسط


لقد وُجدت في السنوات القصيرة الأخيرة ظاهرة إغراق الساحة العالمية في المفاهيم والنظريات والفرضيات والمصطلحات مثل النظام العالمي الجديد، العولمة، وعسكرة العولمة، حرب الأيدولوجيا، الحرب على الإرهاب، الإصلاح، مشروع الشرق الأوسط الكبير، الحوار مع الإسلاميين المعتدلين، وأخيراً ظهرت نظرية الفوضى الخلاقة وترددت على ألسنة الساسة الأمير...كان.

يعتبر إدراك ومعرفة نوايا الولايات المتحدة المتمثلة بزعامة المحافظين الجدد أمراً في غاية الأهمية، خصوصاً لمن يسعون لفهم ما يدور في الساحه العالميه وما سوف يؤول إليه العالم. وحتى نستطيع تصور ما يدور في خلج قلوب الأميركان من نوايا سيئة تجاهنا، لا بد لنا من بعض التفصيل في أفكار سياسية تبلورت في عقول الساسة الأميركان، قد تترجم إلى أعمال ممنهجة ومنمطة بأساليب خبيثة قد تخفى على كثير ممن يراقبون الأحداث السياسية.

إن سياسة اللااستقرار سياسة جديدة أصبحت تتربع على الصفحات الأولى من الأجندة الأميركية عموماً، لاسيما فيما يتعلق بالشرق الأوسط ( وقد تنتقل إلى أميركا الجنوبية) وقد بدأت هذه السياسة منذ تولي الإدارة اليمينية الحكم في أميركا (المحافظون الجدد). ولإدراك خطورة هذه السياسة وما يندرج تحتها من برامج في الفترة الحالية لابد لنا من تصور ومعرفة التالي:

لقد كانت الولاية الأولى للإدارة الأميركية تتزعم منفردة حملة القضاء على الإرهاب بعد أحداث 11/9، وضرورة تغيير بعض الأنظمة بمنطق القوة العسكرية. وبعد أربع سنوات من هذه الحملة التي انطفأت شرارتها نوعاً ما، كان لابد للولاية الثانية من أن تغير من اسم الحملة إلى حملة القضاء على الاستبداد والديكتاتورية، ونشر الديمقراطية والحرية في العالم والإصلاح، ولكنها في مضمونها تحقق نفس الأهداف وزيادة، تلك الأهداف التي كانت تراودها ومازالت على الصعيد السياسي والاقتصادي خصوصاً.

وكما أبدعت الإدارة الأميركية اللعبة في فترة الولاية الأولى بجعل العالم يقف ضد الإرهاب، كان لابد من التفنن الإبداعي في الولاية الثانية؛ لتحقيق مزيد من الأهداف والمصالح، بجعل العالم ينفر من الديكتاتورية والاستبداد التي عانت منها أوروبا وأحلت بدلاً منها الحرية والديمقراطية. فكان مصطلح الفوضى الخلاّقة الذي يعبر عن سياسة اللااستقرار.

وحتى لا نطيل، فإن المقصود من الفوضى الخلاقة أو البناءة هي تفضيل اللااستقرار على الاستقرار (الذي بات لا يلبي مطامع أميركا ونواياها في المنطقة) بدرجة معينة تقبلها الولايات المتحدة الأميركية، بحيث يتم تحريك الركود والجمود السياسي في المنطقة. وقد قدم روبرت ساتلوف (كان مستشاراً في مجلس الأمن القومي، والمدير التنفيذي "لخزان الأفكار" معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، التابع للوبي اليهودي. وجاء كثير من خبراء اللوبي اليهودي من هذه المؤسسة مثل مارتين إنديك). دراسة من حلقتين تتناول تقييم هذه السياسة بعد تداعيات اغتيال الحريري، وما هو الواجب على الإدارة الأميركية عمله (يفهم من التقرير أن اغتيال الحريري فُرض على أميركا فرضاً).
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق