الاثنين، 3 سبتمبر 2012

مشاركة السلفين والاخوان فى الثورة او من عدمه

قبل مغادرة هذه المحطة يجب التطرق الى دور الأخوان المسلمين و التيار السلفى فى الثورة خاصة فى الاسبوع الاول، فى ظل الأتهامات الموجهة الى ابناء هذا التيار فى التراخي عن الأشتراك بالثورة المصرية الكبري.
اهتممت بهذه القضية و حاورت بها العديد من شباب الأخوان والسلفيين، و كان الرد فى معظم الأحوال موحداً ..
قبل 25 يناير ببضعة أسابيع جرى تفجير كنيسة الأسكندرية، و سارعت أجهزة الامن الداخلى بإتهام التيار السلفى بعمومه رغم ان هذا التيار به عشرات الفرق، و تم استدعاء عشرات العناصر السلفية من بيوتهم بالتليفون ، و هى العادة المحببة لأجهزة الامن الداخلى التى لا تحب ان ترهق نفسها بـ النزول الى البيوت و جلب الأبرياء، ولكنها علمتهم عقب العلقة الأولى فى مقرات جوانتنامو الداخلية أنه ما أن يتم أستدعائهم بالهاتف حتى يأتون فورأ، و بالفعل يمتثل أبناء التيار السلفى و الاسلامي بوجه عام الى هذا الاستدعاء حتى لا يتطور الأمور.
حينما تم استدعاء عشرات من عناصر التيار الاسلامى تلقفهم جلادين...

النظام كالجائع الذى حصد وجبة كباب ساخنة، حيث تم تعذيبهم و سحل كرامتهم و صحتهم، و توفى شاب سلفى يدعي سيد بلال فى احدى مقرات الداخلية بالأسكندرية.
هكذا كان يجب على التيار الأسلامى بوجه عام، و التيارات السلفية بوجه خاص التهدئة، لذا لم يتم الاعلان عن اى تأييد لتظاهرة 25 يناير، و مع ذلك نزل الى ميادين الثورة العشرات من السلفيين و الاخوان.
اما الاخوان المسلمين، فقد تعرضوا – ايضاً – خلال عامي 2010 و 2011 الى حملات قمع رهيبة، الغرض منها هو أسكاتهم تماماً خلال عامى تمرير مشروع التوريث، و رغم أن كبار رجالات الاخوان اعلنوا مراراً التزامهم بحالة الهدوء ألا ان النظام المجنون لم يقتنع بأن الأخوان سوف يصمتون، رغم انه نجح فى ذلك فى واقع الأمر من الناحية الامنية، الا أن أصحاب القرار السياسي و تحديداً مجموعة جمال مبارك التى تمتاز بحالة من الغباء السياسي لم تقنتع بأن ما جرى كاف ، على الرغم من أن الكثير من عقلاء النظام أكدوا لهذه الشلة أن ما يجرى للأخوان حولهم الى ابطال دون أن يستحقوا ربع هذه السمعة.
وهكذا نزل الى ميادين الثورة فى ايامها الأولى عناصر بل و قيادات أخوانية دون أن يتم الأعلان عن ذلك.
انتهى من شهادة شباب الأخوان و السلفيين، و أدلو بدلوي، كشخص نزل الى ميادين الكرامة منذ الساعات الأولى أؤكد أن العشرات من المشاركين معنا و أثناء حوارى معهم كانت الأيدولوجيا الأخوانية و الأيدولوجيا السلفية واضحة فى كلامهم، و لكن كانوا متخوفيين من اعلان أنتمائهم السياسي نظراً لهول الظرف الصعب الذى كنا نواجهه فى الشوارع بصدور عارية .. صدور لا يوجد بها أى سلاح الا الإيمان بالله سبحانه وتعالي.
كما أنه من غير المعقول أن يجزم أى شخص او أى طرف بانه يعرف الأنتماء السياسي او الديني لــــ 750 الف ثائر نزلوا ميادين البطولة فى اليوم الأول، أو 25 مليون ثائر نزلوا ميادين الكرامة فى الفترة ما بين يومي 25 يناير 2011 و 11 فبراير 2011.
 
جزء من كتاب "الثورة المصرية الكبري" للكاتب إيهاب عمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق