الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

هل حقاً قمنا بثورة ؟


 
الأجابة علي هذا السؤال تعتمد علي تفسير كل الشخص لمفهوم كلمة ثورة ...فلو كان تعريفك للثورة هو اسقاط نظام مبارك المستبد و القضاء عليه ...فالثورة نجحت بالفعل في اليوم الذي أعلن فيه الرئيس مرسي حل قيادات المجلس العسكري ...في هذا اليوم سقط أهم و اخر أركان النظام السابق و بدأنا بالفعل عصر جديد ليس فيه أي وجود "تقريباً " للنظام السابق ....
هذة وجهة نظر و هي تحترم ..

...
أما وجهة النظر الأخري ستكون معتمدة علي تعريف الثورة بشكل اخر و هو أن الثورة قامت من أجل توفير المقومات الأساسية لأنشاء نظام ديمقراطي سليم و هو الشئ الذي أعتقد اننا لم ننجح في تحقيقة حتي الان ..

أولاً يجب أن نوضح أن الديمقراطية ليست مجرد دعوة أفراد الشعب للأدلاء بأصواتهم في الأنتخابات ....الديمقراطية أكبر من ذلك بكثير فهي نظام يعتمد علي العديد من المقومات و العوامل , فاذا لم تتوافر تلك المقومات فشلت الديمقراطية بل ستتحول لنظام ديكتاتوري أشد قمعاً من أي نظام اخر ...

و مع الأسف يتحمل المجلس العسكري الذي أدار البلاد في المرحلة الأنتقالية الجزء الأكبر من ذلك الفشل حيث أنه لم يتخذ أي خطوة ايجابية لتصحيح و تهيئة المناخ لأقامة دولة ديمقراطية ...

فكيف تكون وزارة الأعلام تحت قيادة رئيس الجمهورية و رئيس الوزراء و يتم تعيين رؤساء الصحف القومية عن طريق مجلس الشوري ثم ندعي أننا في عصر جديد للحريات ؟؟
كيف مازال القضاء تحت قيادة رئيس الدولة ثم ندعي اننا في عصر العدل ؟ أين دور الأزهر و من هو المسؤول عن التشريع أو الفتوي باسم الدين ؟ أين تطهير وزارة الداخلية و وزارة العدل ؟
أين الدستور ؟؟!!!
كيف يكون نفس المناخ الذي صنع الديكتاتور السابق مبارك مازال لم يتغيير بل و ازداد سوءاً ثم ندعي أننا علي أبواب الديمقراطية ؟؟

كيف نقول أن الثورة نجحت و نحن مازلنا لا نعرف هوية مصر ؟ لا نعرف ان كانت ستكون ليبرالية أو اسلامية أو مدنية ؟!!
كيف يكون عندنا رئيس للبلاد و نحن لا نعرف اختصاصاته و لا مهامه ؟
كيف يصبح رئيس الدولة في لحظة مسئول عن السلطة التنفيذية و التشريعية و أيضاً له اليد العليا في حل أو اقالة لجنة صياغة الدستور ؟!!


في رأيي المتواضع أن الثورة لم تقم لاسقاط و تغيير مبارك و نظامه بل قامت من أجل اسقاط و تغيير المناخ و العوامل التي ساعدت أن يصبح مبارك و نظامه بهذا الفساد ......و مع الأسف جميع العوامل لم تتغير و مازالت موجودة حتي الان و احقاقاً للحق , الأخوان المسلمين لا يمكن أن نلومهم في هذة النقطة لأنهم لم يديروا المرحلة الانتقالية ..........و لكن مصلحة البلاد و واجبهم الوطني بحتدم عليهم أن يضعوا تلك النقاط في قائمة أولوياتهم و أن يعيدوا هيكلة أنظمة الدولة و يمنعوا سيطرة أي فصيل علي البلاد حتي لو كان هذا الفصيل هو حزب الحرية و العدالة ....
 
 
اراء سياسية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق