الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

لماذا الاهتمام بمحجبة ماسبيرو؟

 In this Sunday Sept. 3, 2012 image from video from Egypt State TV, Fatma Nabil reads out the headlines wearing a headscarf on the noon news bulletin on state television in Cairo, Egypt. Nabil is the first female Egyptian news presenter to appear on state television wearing a veil after the Islamist-dominated government lifted an effective ban that had been in place for decades under secular-leaning regimes of the past. Arabic reads "Egypt news." (Foto:Egypt State TV/AP/dapd) MANDATORY CREDIT

اهتمت وسائل الإعلام بظهور أول مذيعة محجبة في نشرة أخبار القناة الرسمية المصرية. المصريون لم يروا في هذا الظهور أمرا طارئا على الشاشة، لكن كثيرين يرون أن ظهور المذيعة بهذا الشكل هو تعبير عن سيطرة الأخوان على الإعلام.

ما إن أعلن وزير الإعلام المصري الجديد صلاح عبد المقصود المنتمي لجماعة الإخوان أن من حق المذيعة المحجبة الظهور على الشاشة الفضية كما أن من حق المذيعة غير المحجبة الظهور عليها، حتى ظهرت المذيعة فاطمة نبيل لأول مرة على القناة الأولى في نشرة أخبار منتصف النهار وهي تضع حجابا أبيض اللون.
فاطمة نبيل من جانبها قالت لصحيفة الحرية والعدالة الناطقة باسم الحزب المعبّر عن الإخوان المسلمين: "أخيرا الثورة وصلت مبنى ماسبيرو" ( بمعنى وصلت الإعلام الرسمي).

هذا الظهور أثار اهتماما إعلاميا دوليا واسعا، حيث أبرزت وسائله المرئية والمسموعة والالكترونية الحدث باعتباره ظاهرة جديدة في الإعلام الرسمي المصري برزت بعد تولي الإخوان المسلمين ناصية السلطة في البلد.

"فاطمة نبيل ليست أول مذيعة محجبة في الإعلام الرسمي"

لكن الصحفي سيد محمود المحرر الثقافي في صحيفة الأهرام وفي صحيفة بوابة الأهرام الالكترونية اعترض على أصل الخبر في لقاء مع DW، مشيرا إلى أن "فاطمة نبيل ليست أول مذيعة محجبة تظهر في وسائل الإعلام الرسمية المصرية"، ومبينا أن الإعلامية كريمان حمزة كانت مذيعة معروفة ظهرت في وسائل الإعلام المصري الرسمية منذ بداية ثمانينات القرن الماضي، ثم اختصت بتقديم البرامج الدينية في نهاية التسعينات.

الصحفي محمود مضى إلى شرح مسيرة هذا الموضوع في مصر مشيرا إلى أن الأعوام الخمسة الأخيرة شهدت مساجلات قانونية كثيرة بشأن ظهور المذيعات المحجبات على شاشات التلفزة، وقد فازت مذيعات من قناتي التلفزيون الثالثة والخامسة بدعاوى قضائية على قرار التلفزيون، فاضطر وزير الإعلام السابق أنس الفقي إلى السماح لهن بالظهور في برامج ذات صبغة دينية.

"الخوف أن ننتهي باختفاء المذيعات غير المحجبات عن الشاشة"
 
وذهب محمود إلى القول إن"السجال الذي حدث بشأن ظهور المذيعة في نشرة أخبار القناة الأولى ارتبط باللغة الدينية التي سوّقها وزير الإعلام الحالي إلى وسائل الإعلام، حين ظهر وبشّر بظهور هذه المذيعة باعتبارها خطوة في اتجاه الثورة".
المعترضون على المذيعة المحجبة يقولون إن الحجاب مسألة شخصية لا غبار عليها على ألا تُفرض على المشاهدين باعتبارها إعلانا سياسيا، كما حدث في إحدى الفضائيات حيث ارتدت كل مذيعاتها الحجاب فجأة وخلال أسبوع. الصحفي سيد محمود أيّد كون الحجاب مسألة شخصية لا يجوز انتهاكها، لكنه أشار إلى أن الكفاءة المهنية يجب أن تكون هي الفيصل في قرار ظهور المذيعة الفلانية على الشاشة من عدمه، وأعرب عن مخاوفه من "أن يكون الحجاب في المستقبل علامة دينية بحيث ننتهي من حيث بدأنا، وتختفي المذيعات غير المحجبات من الشاشة، وهنا سوف تتجلى لغة التبشير السياسي التي ظهرت في خطاب وزير الإعلام الجديد".
واعتبر الصحفي سيد محمود أن تسمية وتعيين الرئاسة المصرية لرؤساء تحرير الصحف لم يكن محل رضا أي من العاملين في مجال الإعلام خارج دائرة الرموز والأسماء المحسوبة على الإخوان، مؤكدا أن" كل من جرى تعيينهم كانوا من كوادر الإخوان أو من المتعاطفين معهم، وما يجري بدقة، هو عملية أخونة لأجهزة الدولة".

"الحقيقة هي أننا سائرون في زمن الإخوان"

الملفت للنظر أن فاطمة نبيل انتقلت حديثا من قناة 25 التي تعبر عن آراء الإخوان إلى القناة الرسمية، وقد نقل موقع (أيجبتي)عنها القول إن الوزير الجديد قد أنصفها وأعاد لها حقها الذي حرمت منه لسنوات طويلة.
الصحفي إبراهيم منصور رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة التحرير في حديثه مع DWأشار إلى أنه شخصيا لا يرى فاصلا بين الحجاب الشخصي والحجاب في المكاتب أو في العمل، "ولا مانع إطلاقا من ظهور الحجاب على شاشات التلفزيون لأنه يعبر عن شعار ديني، ولكن انتقال مذيعة من قناة 25 إلى القناة الأولى وظهورها بهذا الشكل هو نوع من أخونة الإعلام في هذه المرحلة".

ويسجل المراقبون أن ظهور المذيعة المحجبة على الشاشة الرسمية قد تزامن مع تغييرات كبرى في قيادات المجلس العسكري والجيش، وهذا قد يفسر بوجود علاقة بين الأمرين. الصحفي إبراهيم منصور أشار إلى أن واقع الحال في مصر أنّ جماعة الإخوان المسلمين هي الحاكمة في البلد اليوم" ولأنها تمتلك الغالبية المنظمة فقد استطاعت أن تستولي على السلطة في هذه المرحلة، وإذا كان ثم ارتباط بين الأمرين، فإن الحقيقة هي أننا سائرون في زمن الإخوان".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق