توقفنا عند فتح المسلمين للقدس و دخلوهم لها لأول مرة في زمن عمر بن الخطاب و كما اشرنا ان القدس ظلت في ايدي المسلمين لفترات طويلة و نعمت بالاستقرار و الهدوء ...
و توفي عمر و جاء من بعده عثمان و من بعد عثمان تولي الخلافة علي أبي طالب ثم ...
و توفي عمر و جاء من بعده عثمان و من بعد عثمان تولي الخلافة علي أبي طالب ثم ...
جاء زمن الخلافة الأموية الذي استمر قرابة التسعين عام ثم تبعه الخلافة العباسية التي حدثت خلالها طفرة ثقافية و علمية كبيرة و لكن حدثت ايضا انقسامات و انحرفات كبيرة و غير مسبوقة أدت و مهدت للسقوط القدس ...
وتعالوا نلقي نظرة سريعة على شكل و خريطة الخلافة العباسية في ذلك الوقت، لنفهم بعد ذلك، لماذا اختار الصليبيون هذا التوقيت خصوصًا لغزوهم ؟
في القرن الرابع الهجري وفي النصف الأول من القرن الخامس الهجري، كان العالم الإسلامي كله إلا قليل القليل، واقعًا تحت سيطرة المذهب الشيعي !!
ففي منطقة العراق كانت هناك الخلافة العباسية السُّنية، ولكنها دخلت في طورٍ شديد من أطوار الضعف؛ مما جعلها تقع فريسة للسيطرة الشيعية من بني بويه , أما الشرق من الخلافة فكان السامانيون يسيطرون عليها و أيضاً شرق إيران ومنطقة أفغانستان وجنوب روسيا وما حولها,
أما الجزيرة العربية فكانت تحت حكم القرامطة..
أما وسط العالم الإسلامي وغربه كانت الدولة الفاطمية العبيدية و الشيعية الإسماعيلية تسيطر على أرجاء واسعة؛ حيث سيطرت على وظلت مسيطرة عليها قرابة قرنين كاملين من الزمان، وامتدت سيطرتها بعد ذلك لتشمل أرض فلسطين والشام والجزيرة العربية.
وفي أوائل القرن الخامس ظهرت قوة جديدة على الساحة الإسلامية، هي قوة الأتراك السُّنَّة القادمين من وسط آسيا ، الذين استغلوا حالة الضعف التي اعترت دولة ، فبدأت تنتشر وتسيطر على مناطق شرق إيران وأفغانستان والهند.
ثم ظهرت قبيلة أخرى من قبائل الأتراك هي قبيلة السلاجقة ، أخذ السلاجقة في التوسع على حساب القوى الإسلامية المحيطة شملت دولة السلاجقة مساحات واسعة من فارس وشمال العراق وأرمينية وآسيا الصغرى ...
وقد حدث التنافس بين أبناء البيت السلجوقي؛ مما أدى إلى انقسام دولتهم إلى خمسة أجزاء، بل وكان في داخل كل جزء عدة انقسامات أخرى، مما أعطى طابع الفُرقة والتشتُّت في أواخر القرن الخامس الهجري (أواخر القرن الحادي عشر الميلادي)، وهي الفترة التي شهدت الحركة الصليبية الغربية. ..
ونتيجة هذه الصراعات المتتالية صار الوضع مزريًا قبيل دخول الجيوش الصليبية إلى أرض المسلمين. ...
ففي أرض الشام صارت حلب إمارة مستقلة وكذلك صارت دمشق إمارة ، أما فلسطين فقد كانت تحت حكم أولاد التركماني،
و كذلك طرابلس كانت إمارة مستقلة تحت حكم أحد الزعماء الشيعة المنشقِّين عن الدولة العبيديّة.
ولم يكن حال آسيا الصغرى بأفضل من حال الشام ...فحدثت انقسمات و انشقاقات تحتاج لوقت كثير لشرحها ...
هكذا كانت الأحوال سيئة في مناطق آسيا الصغرى والشام والعراق ، ولم يكن الحال في بقية أطراف العالم الإسلامي بأفضل من ذلك.
فقد كان الغزنويون يسيطرون على أفغانستان والهند، وكانت اليمن مقسَّمة بين ثلاث وكانت الحروب بينهم مستمرة، وكان يغلب على معظمهم التشيُّع.
وكانت تونس تحت حكم آل زيري، وكانوا أيضًا قد دخلوا في طور من الضعف؛ مما أدى إلى فَقْد ثغر من أعظم الثغور الإسلامية، وهي جزيرة صقلية، حيث استطاع الإيطاليون النورمانيون أن يسيطروا عليها تمامًا سنة وبالتبعية زال وجود المسلمين من الجزيرة بعد حكم دام مائتين وسبعين سنة متصلة . ..
أما المكان الوحيد الذي كان يشهد قوة إسلامية في ذلك الزمن، فكان بلاد المغرب العربي وغرب إفريقيا والأندلس؛ حيث كانت هذه المناطق تابعة لدولة المرابطين العظيمة تحت قيادة قائدهم الفذِّ يوسف بن تاشفين رحمه الله , وهذه الدولة الكبيرة - على قوتها - لم تكن تستطيع أن تساعد بلاد المشرق في حروبهم ضد الحملات الصليبية، لا لبُعد المسافة فقط ولكن لانشغالهم الشديد في حرب الصليبيين شمال الأندلس، والوثنيين في غرب إفريقيا ووسطها...
فهذه كانت نظرة عامة على بلاد العالم الإسلامي في أواخر القرن الخامس الهجري (أواخر القرن الحادي عشر الميلادي)، وهو الوضع الذي مهَّد للحملات الصليبية إلى القدس ، و لم يكن دخول الصليبيين راجعًا إلى قوتهم، ولكنه يرجع في الأساس للضعف، وفرقة صفِّ، وتشتت القوة، والتمسك بمظاهر الدين و البعد عن الجوهر و عدم الأخذ بأسباب النجاح وهي عوامل مهلكة لا تخفى على لبيب، ولا ينكرها عاقل....
وتعالوا نلقي نظرة سريعة على شكل و خريطة الخلافة العباسية في ذلك الوقت، لنفهم بعد ذلك، لماذا اختار الصليبيون هذا التوقيت خصوصًا لغزوهم ؟
في القرن الرابع الهجري وفي النصف الأول من القرن الخامس الهجري، كان العالم الإسلامي كله إلا قليل القليل، واقعًا تحت سيطرة المذهب الشيعي !!
ففي منطقة العراق كانت هناك الخلافة العباسية السُّنية، ولكنها دخلت في طورٍ شديد من أطوار الضعف؛ مما جعلها تقع فريسة للسيطرة الشيعية من بني بويه , أما الشرق من الخلافة فكان السامانيون يسيطرون عليها و أيضاً شرق إيران ومنطقة أفغانستان وجنوب روسيا وما حولها,
أما الجزيرة العربية فكانت تحت حكم القرامطة..
أما وسط العالم الإسلامي وغربه كانت الدولة الفاطمية العبيدية و الشيعية الإسماعيلية تسيطر على أرجاء واسعة؛ حيث سيطرت على وظلت مسيطرة عليها قرابة قرنين كاملين من الزمان، وامتدت سيطرتها بعد ذلك لتشمل أرض فلسطين والشام والجزيرة العربية.
وفي أوائل القرن الخامس ظهرت قوة جديدة على الساحة الإسلامية، هي قوة الأتراك السُّنَّة القادمين من وسط آسيا ، الذين استغلوا حالة الضعف التي اعترت دولة ، فبدأت تنتشر وتسيطر على مناطق شرق إيران وأفغانستان والهند.
ثم ظهرت قبيلة أخرى من قبائل الأتراك هي قبيلة السلاجقة ، أخذ السلاجقة في التوسع على حساب القوى الإسلامية المحيطة شملت دولة السلاجقة مساحات واسعة من فارس وشمال العراق وأرمينية وآسيا الصغرى ...
وقد حدث التنافس بين أبناء البيت السلجوقي؛ مما أدى إلى انقسام دولتهم إلى خمسة أجزاء، بل وكان في داخل كل جزء عدة انقسامات أخرى، مما أعطى طابع الفُرقة والتشتُّت في أواخر القرن الخامس الهجري (أواخر القرن الحادي عشر الميلادي)، وهي الفترة التي شهدت الحركة الصليبية الغربية. ..
ونتيجة هذه الصراعات المتتالية صار الوضع مزريًا قبيل دخول الجيوش الصليبية إلى أرض المسلمين. ...
ففي أرض الشام صارت حلب إمارة مستقلة وكذلك صارت دمشق إمارة ، أما فلسطين فقد كانت تحت حكم أولاد التركماني،
و كذلك طرابلس كانت إمارة مستقلة تحت حكم أحد الزعماء الشيعة المنشقِّين عن الدولة العبيديّة.
ولم يكن حال آسيا الصغرى بأفضل من حال الشام ...فحدثت انقسمات و انشقاقات تحتاج لوقت كثير لشرحها ...
هكذا كانت الأحوال سيئة في مناطق آسيا الصغرى والشام والعراق ، ولم يكن الحال في بقية أطراف العالم الإسلامي بأفضل من ذلك.
فقد كان الغزنويون يسيطرون على أفغانستان والهند، وكانت اليمن مقسَّمة بين ثلاث وكانت الحروب بينهم مستمرة، وكان يغلب على معظمهم التشيُّع.
وكانت تونس تحت حكم آل زيري، وكانوا أيضًا قد دخلوا في طور من الضعف؛ مما أدى إلى فَقْد ثغر من أعظم الثغور الإسلامية، وهي جزيرة صقلية، حيث استطاع الإيطاليون النورمانيون أن يسيطروا عليها تمامًا سنة وبالتبعية زال وجود المسلمين من الجزيرة بعد حكم دام مائتين وسبعين سنة متصلة . ..
أما المكان الوحيد الذي كان يشهد قوة إسلامية في ذلك الزمن، فكان بلاد المغرب العربي وغرب إفريقيا والأندلس؛ حيث كانت هذه المناطق تابعة لدولة المرابطين العظيمة تحت قيادة قائدهم الفذِّ يوسف بن تاشفين رحمه الله , وهذه الدولة الكبيرة - على قوتها - لم تكن تستطيع أن تساعد بلاد المشرق في حروبهم ضد الحملات الصليبية، لا لبُعد المسافة فقط ولكن لانشغالهم الشديد في حرب الصليبيين شمال الأندلس، والوثنيين في غرب إفريقيا ووسطها...
فهذه كانت نظرة عامة على بلاد العالم الإسلامي في أواخر القرن الخامس الهجري (أواخر القرن الحادي عشر الميلادي)، وهو الوضع الذي مهَّد للحملات الصليبية إلى القدس ، و لم يكن دخول الصليبيين راجعًا إلى قوتهم، ولكنه يرجع في الأساس للضعف، وفرقة صفِّ، وتشتت القوة، والتمسك بمظاهر الدين و البعد عن الجوهر و عدم الأخذ بأسباب النجاح وهي عوامل مهلكة لا تخفى على لبيب، ولا ينكرها عاقل....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق