الأربعاء، 1 أغسطس 2012

خيانه اليهود وغزوة خيبر ووفاة الرسول (ص)


كما ذكرنا من قبل كان في المدينة ثلاث طوائف الأوس و الخزرج و اليهود ..

فلما وصل الرسول (ص) مهاجراً الي المدينة وضع القوانين و الأتفاقيات لينشر السلام في المدينة و لتضمن كل الطوائف حقوقها .
فكان من ضمن الاتفاقيات , اتفاقية تضمن لليهود حقهم في حياتهم الخاصة و حرية العبادة و اتفق معهم علي مشاركتهم في حماية المدينة و الدفاع عنها و في المقابل سيدافع المسلمون عن اليهود في حاله تعرضهم لأي هجوم عليهم ...
...

و كان اليهود ينقسمون في المدينة لثلاث قبائل رئيسية ( بنو قينقاع – بنو نضير – بنو قريظة ) و جميعهم وافقوا علي بنود المعاهدة ووقعوا عليها و قد أمنهم الرسول عليه الصلاه و السلام على دينهم وأموالهم وعاملهم بالحسنى والطيب ولكنهم لم يقدروا هذه المعاملة و نقضوا عهدوهم بطرق مختلفة وإليك قصة كل قبيلة منهم:

أولأ: يهود بنو قينقاع
كانوا أكثر من يضمر الحقد و الكراهية للمسلمين و كانوا دائماً يجتهدون في اشعال الفتنة و ايذاء المسلمين و رميهم بأسواء الكلام ...استمر الأمر هكذا حتي جاءت القشة التي قسمت ظهر البعير ....ففي أحد الأسواق كانت أمراءه مسلمة تشتري فقام أحد رجال اليهود بالإعتداء عليها وكان يريد اجبارها على كشف جزء من جسدها فربط ذيل ثوبها بمسمار فانكشفت عورتها فضحك اليهود و سخروا منها , فاستغاثت بالمسلمين فجاء أحد المسلمين فقتله ثم آخر فقتل المسلم، فذهب الرسول اليهم يطاب منهم تسليم من قتل ذلك المسلم أو دفع الفدية و لكنهم رفضوا و تحصنوا فحاصرهم النبي جتي استسلموا له فاجلاهم عن المدينة ...

ثانياً: يهود بنو النضير
هؤلاء كانوا يريدون قتل النبي عن طريق القاء حجر على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما كان جالساً معهم تحت بيت من بيوتهم لأمر كان يبحثه معهم. فلما عرف الرسول بما كانوا يريدون فعله رجع فورا وجهز جيشاً وعاد إليهم لقتالهم، وبعد أن حاصرهم الرسول صلى الله عليه وسلم طلبوا منه أن يجليهم ويأخذوا متاعهم دون السلاح فوافق صلى الله عليه وسلم وخرجوا من المدينة....

ثالثاً: بنو قريظة
و لم يتأدب اليهود بعد كل ما حصل لهم فلم يتركوا غدرهم و خيانتهم ,فنقضوا عهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء غزوة الخندق حين أعانوا جيش قريشاً ليدخلوا من جهتهم بعد أن اتفق معهم المسلمون أن لا يسمحوا لقريش أن يدخلوا من ديارهم. وكاد ينهزم المسلمون و يذبحوا لوللا الرياح الشديدة التي شتت شمل قريش و أجبرتهم علي العودة , فلما انتهت غزوة الأحزاب سارع الرسول صلى الله عليه وسلم لتصفية الحساب معهم وبعد الحصار استسلموا وحكم عليهم سعد بن معاذ بأن يقتل رجالهم وتوزع أموالهم وتسبى نساؤهم، ونفذ الحكم في حوالي (700) من رجالهم....

و هكذا لم ييق عدد يذكر من اليهود في المدينة حيث أجلاهم المسلمون عن المدينة فسكنوا بمنطقة اسمها خيبر و بالرغم من كل ماحدث لم يتعظ يهود خيبر و ظلوا يتعاونون مع القبائل المعادية للمسلمين كقبيله غطفان و قريش , فخرج اليهم رسول الله بجيشةه عام 629 ميلاي , 7 هجرياً و حاصرهم حتي استسلموا له , و كان يريد أن يجليهم الي الشام و لكنه استجاب لهم و ووافق علي بقائهم في خيبر علي أن يدفعوا الجزية و يكونوا تحت سيطرته ...
و بالرغم من تساهل الرسول عليه الصلاه و السلام و موافقته علي بقاء اليهود في خيبر , الا ان أحدي اليهوديات حاولت قتله اذ أرسلت له ذراع شاه مشوية مسمومه فما أن أكل لقمة حتي لفطها حيث عرف انها مسمومة ..
و توفي الرسول عليه الصلاه و السلام عام 633 ميلادي ( 11 هجري) ....و استمر اليهود هكذا في خيبر حتي بعد وفاته حتي زمن عمر بن الخطاب الذي أمر بطردهم من الجزيرة العربية بعد أن تسببوا في قتل مسلماً و رفضوا أن يدلوا عن القاتل فأجلاهم أمير المؤمنين من الجزيرة نهائياً و لم يبق لهم فيها أي وجود حتي يومنا هذا ....

نكمل غداً أن شاء الله مع بداية معارك المسلمين مع الرومان و دخلوهم بيت المقدس لأول مرة ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق