توقفنا عند وفاه الرسول علية الصلاه و السلام و كانت فلسطين في ذلك الوقت تحت سيطرة الرومان و لم يكن فيها وجود حقيقي لليهود ...
كان الاسلام انتشر في الجزيرة العربية قبل وفاه الرسول عليه الصلاه و السلام و أصبح قوة لا يستهان بها في العالم و أصبح ينافس القوتين العظمتين الفرس و الروم ( الفرس هي بلاد العراق و ايران وأجزاء كبيرة من اسيا ) اما دولة الروم و كانوا علي الديانه المسيحية فهي الشام و فلسطين و أجزاء من أوروبا..
قام الخليفة الأول أبو بكر الصديق بتوجيه جيشاً بقيادة ابو عبيدة بن الجراح الي الشام و جيشاً أخر بقيادة القائد العظيم خالد بن الوليد الي بلاد فارس ...و كان خالد من أعظم القادة علي الأطلاق علي مدار التاريخ كله فاستطاع خالد في زمن قياسي فتح العراق كله و ألحق هزائم قاسية للفرس في عشرات المعارك و لم يهزم أبداً ....
أما ابو عبيده فأنطلق الي الشام و لكن أبو بكر أدرك ان جيش ابو عبيدة يحتاج للمساعدة فامر جيش خالد بن الوليد بالتوجهة الي الشام لمساندة أبو عبيدة , و علي الفور انطلق خالد الي الشام و وصل في زمن قياسي قدره خمس أيام فقط في قصة عجيبة تعبر عن دهاء ذلك القائد ...
وصل خالد و التقت جيوش المسلمين و توحدوا في جيش واحد و بدأت المعارك بين المسلمين و الروم و كان من أعظم تلك المعارك ما حدث في عام 634 ميلادي 13 هجرياّ و تعرف باسم معركة "أجنادين" و التي وقعت جنوب غرب القدس و تعتبر هذة أول معركة رئيسية تحدث بين المسلمين و الروم في زمن أبو بكر الصديق و كانت نتيجة المعركة لصالح جيش المسلمين و كانت بداية لتوالي فتوحات الشام ....
في نفس العام توفي الخليفة الأول لرسول الله أبو بكر الصديق و تولي الأمر من بعده عمر بن الخطاب الذي أكمل مسيرة أبا بكر و أمر باستمرار الفتوحات في الشام و الفرس و بدأت الفتوحات تتوالي في عهده ففتحت دمشق و بعلبك في لبنان ثم حمص حتي جائت واحدة من أعظم و أشهر المعارك في التاريخ الاسلامي كله و هي معركة اليرموك ..
جمع الروم ما يقرب من مائتي ألف فارس لقتال المسلمين , شعر المسلمين بالخطر فقد كان جيش الروم عظيماّ و كثير العدة و العتاد و الرجال و كان الروم أقوياء و يمتازون بالشجاعة و البأس بينما جيش المسلمين لا يتعدي ستة و ثلاثون ألف فقط ...
و بدأت المعركة بقرب الهاوية , فاستغل خالد بن الوليد هذا الموقع و كان الروم يربطون كل عشرة من المقاتلين في سلسلة و كان هذا حلاً لمنع فرارهم و ضمان بقائهم في الجيش و كان ذلك وبالاً عليهم ...حيث حاصرهم خالد عند الهاوية و حاصرهم عندها فكان اذا سقط أحد أفراد الروم سحب معه عشره جنود , فسقط منهم ثمانون ألف غير الذين قتلوا في المعركة و كان عددهم خمسين ألف فوصل مجموع قتلاهم مائه و ثلاثين ألف ...بينما سقط من المسلمين ثلاثه ألاف من أصل تعداد عام بلغ ستة و ثلاثين ألف ...و بذلك حقق جيش المسلمين واحد من أعظم الانتصرات في تاريخه و يعتير اشبه بالمعجزة العسكرية ...
و كانت نتيجة هذا النصر انسحاب "هرقل" ملك الروم تاركاَ جيوشه وراءه في الشام فتحركت جيوش المسلمين و فتحت غزة و نابلس و يافا و رفح و تحصن الروم في القدس ...
و بعد ذلك النصر العظيم , أمر أمير المؤمنين جيشه بالتوجهة نحو القدس يقيادة أبا عبيدة , ففرح المسلمين فرحاً شديداً لانهم كانوا ينتظرون بفارغ الصبر الصلاه في المسجد الأقصي فتحركت جميع الجيوش بقيادة أبا عبيدة بن الجراح ففتحوا غزة و نابلس و يافا و رفح و تحصن الروم في القدس ...
و بدأ حصار القدس ثم ما لبث أن بدأ القتال فاستمر عشرة أيام متتالية صمد فيها النصاري و استبسلوا في الدفاع عن القدس معقلهم الأخير في الشام , و علي عكس اليهود فقد أظهر الروم شجاعة في موقفهم و ثباتهم و هذا الأمر معروف عنهم تاريخياً ...
طال حصار القدس و استمر أربع أشهر قطع فيها المسلمين عن الروم كل سبل النجاه و ضيقوا عليهم كل اسباب الحياه و مع ذلك لم يستسلم النصاري ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق