الخميس، 24 نوفمبر 2011

لؤي عمران يكتب: إحنا بتوع التحرير يا مشير


بما إن عيد ميلادي الميمون يوم 17 نوفمبر فالعبد لله كان في حالة احتفالية أثناء وقوع أحداث 19 نوفمبر. مشغول بقى وبفرتك القرشين اللي أهلي لموهم لي (زى النقطة كده بتاعت الفرح أو السبوع)، وهو طقس عائلي نما وترعرع وسطنا على مر السنين بنفس نظرية التطور والارتقاء وذلك لاختلاف وجهات النظر الشخصية في الهدية المناسبة للآخر بيننا جميعاً.
وإذا بي ألاقي نفسي غير قادر على كبح جماح رغبتي في النزول يوم 19 نوفمبر بعد ما وصلني من أحداث راعتني، حدثت في مثل هذا اليوم فقررت دون تردد تأجيل مشروع فرتكة باقي “نقطة عيد الميلاد” إن صح التعبير.
وإذا بي وأنا في التحرير أفاجأ وكأني في حالة من أحلام اليقظة وزى ما تقولوا كده (خير اللهم اجعله خير) لقيت نفسي وسط نفس الوجوه اللي قابلتها  يوم 25 يناير بس المرة  دي تكاثرنا شوية لكن العجيب إن الناس الجديدة شبه القديمة كأنهم متربيين مع بعض!! صدق أو لا تصدق!!
فاللي عايز يتعرف على بتوع 25 يناير أو بتوع التحرير الحقيقيين قبل ما يبعتولهم الأفاقين والمدعين والبلطجية يشوهوا صورتهم يلحق دلوقت، لأن بعد خطاب المشير شكل التاريخ بيعيد نفسه لدرجة إني بدأت أشك إن اللي حصل منذ 25 يناير وحتى الآن، هو اللي رؤية وإن السيناريو الحقيقي بيحصل دلوقت، فهناك أشياء كثيرة بالتالي سوف تتكرر. ده حتى المقال اللي باكتبه دلوقت حاسس إنه من رحم مقال أول ليا كتبته يوم 26 يناير اسمه “إحنا بتوع التحرير” وله تسجيل صوتي على اليوتيوب نزل على النت قبل نشر المقال في جريدة الدستور الأصلي، لأني سجلته أثناء مكالمة دولية مع صديق وتم رفعه على النت أثناء قطعها في ذلك الوقت… يعني الماضي لطش في المضارع ضرب في المستقبل عندي اليومين دول. حالتي بقت عاملة زى ما يكون في قنبلة غاز أخري موقوتة انفجرت بس جوه نافوخي.
ولكن الشيء الإيجابي بشدة وبعد أربعة أيام من هذا المؤتمر الشعبي المصري التاريخي العظيم، هذه الاحتفالية المعطرة بدماء شهداؤنا وأشرافنا “خير أجناد الأرض”، والذين لا يرتدون الزي العسكري (ويال الدهشة)، أجد نفسي في فرصة لا يهملها إلا من “طمس الله على قلبه وجعل على بصره غشاوة”. لقيت نفسي في وسط أهلي من المصريين بكل طوائفهم وميولهم العقائدية، والمدهش أن الاجتماع لم يكن بميعاد مسبق كما حدث يوم 25 يناير بل كان مفاجئاً لنا، والأدهش أنه تم في نفس المكان، والأكثر دهشة أنها كل ميادين التحرير المصرية على أرض مصر وخارجها. إنها كمراسم  حج مناسكه طقوس تدعو للحرية وإعلاء كرامة الإنسان. أما المشهد الأروع فهو أن الحوار مستمر في نفس الوقت وبفضل جهاد أخواتنا على جبهة شارع محمد محمود لضمان استمرار فعاليات هذا المؤتمر التاريخي، وذلك بعمل جبهة متقدمة تمنع الشرطة من الزحف تجاه الميدان وإمطاره بوابل من الغازات السامة الخانقة المحرمة دولياَ طبقاً لشهادة بعض الأطباء، وقد تكرر هذا من جانب الشرطة، وليس كما يشاع أنهم يحاولون التقدم لوزارة الداخلية على الأقل حتى الآن. إنها أسمى آيات التضحية والفداء. ولو كنا مأجورين كما يدعون، فإننا نتساءل فيما بيننا: “كم يا ترى قبضنا في سبيل تعريض أنفسنا للتهلكة؟! وترى ماذا نبتغي غير الشهادة أو الحرية؟! وبالذات بما أننا نعلم جميعاً أن الإنسان لا يعرض حياته للخطر إلا من أجل هذين الهدفين أو إحداهما على الأقل.”
ومن موقعي هذا أود أن أوجه كلمة لسيادة المشير طنطاوي وأعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة نيابة عن ما أسميه المجلس الأعلى للثورة المنعقد بميادين التحرير المصرية، بقيادة كل فرد منا ورداً على طرح الاستفتاء الذي طرحه سيادته في خطابه، نصها: “إحنا بتوع 25 يناير، مما يعني بتوع 19 نوفمبر وهم يتمثلون في بتوع التحرير من المصريين المجتمعين في هذا الزمان والأماكن، نود أن نحيط سيادتكم علما أننا كما قررنا أن يكون مبارك هو آخر فرعون في تاريخ مصر يوم 25 يناير، فقد قررنا أيضاً في 19 نوفمبر 2011 أن تكون سيادتكم آخر مشير مصري في هذا الموقع السياسي، وبناء عليه نطالب سيادتكم بتسليم السلطة للشعب في أقرب وقت، منعاً للإحراج وحقناً لدماء المصريين، التي لا تساوي قطرة منها عروش الدنيا كما ذكر الملك فاروق الأول رحمه الله في خطاب تنازله عن عرش مصر. والله ولي الذين أمنوا والله ولي التوفيق. وتفضلوا بقبول فائق الاحترام. الله الوطن العدالة.
يا ترى فهمتوا ولا نقول كمان وكمان؟!!..
لؤي عمران، من ميدان التحرير بالقاهرة في 21 11 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق