الجمعة، 25 نوفمبر 2011

عاملات المنازل في لبنان.. إساءات بلا حدود



بيروت، لبنان (CNN)-- لطالما كانت قضية الإساءة للعاملات المنزليات في لبنان الشغل الشاغل للكثير من الجمعيات النسائية ومنظمات حقوق الإنسان العالمية، كما أن هذه القضية شغلت الرأي العام اللبناني بصورة واسعة، نظرا للإساءة الكبيرة التي تلقاها العاملات القادمات من بلدان كالفلبين، وإثيوبيا، ونيبال.
فمونيت، وهي عاملة فلبينية، تركت وراءها زوجها وطفليها الصغيرين، وسافرت لتعمل خادمة في لبنان على أمل أن تنتشل عائلتها من الفقر المدقع الذي تعيش فيه، ولكن عوضاً عن ذلك، أجبرت على الهرب إلى مكان آمن يعتبر ملاذاً للضحايا من أمثالها.
وحول حالتها اليوم، تقول مونيت: "كانوا يضربونني دائماً، وكنت أذهب إلى الحمام وأبدأ بالبكاء، ولهذا السبب هربت من المنزل."
ولم ترغب مونيت أو أي من السيدات اللاتي التقيناهن بالكشف عن أسمائهن الحقيقية خوفاً على سلامتهن.. وتشرف على إدارة هذا الملجأ مجموعة مراكز كاريتاس للمهاجرين في لبنان، والتي تؤمن الحماية والرعاية للخادمات القادمات للعمل في لبنان منذ 1994.
وغالباً ما تجد العاملات أنفسهن ضحية للنظام القضائي، الذي يفشل في تقديم الحماية لهن في مجتمع تأصل فيه الاضطهاد ضدهن.
يقول نديم حوري، من منظمة هيومان رايتس ووتش في لبنان: "الأمر غاية في الخطورة، إذ تلقى عاملة واحدة في المعدل حتفها كل أسبوع، إما عن طريق الانتحار، أو أثناء محاولتها الهرب من منزل مستخدميها.
وهذه الإحصائيات المرعبة لفتت انتباه عواصم الدول التي تأتي منها تلك الخادمات، إذ صرح سابقاً سفير إثيوبيا بالقول: "أنا لا أدير سفارة هنا.. إنها أشبه بالمشرحة."
وتشير التقديرات إلى أن عدد الخادمات المهاجرات اللاتي يعملن في لبنان، يقارب 200 ألف خادمة، وهو رقم ضخم إذا ما قورن بعدد السكان البالغ تعدادهم أربعة ملايين نسمة.
وقد شاعت الانتهاكات بحق هؤلاء النسوة مما حدا بحكومات كل من الفلبين وإثيوبيا ونيبال إلى حظر سفرهن للبنان للعمل كخادمات، ولكن أوضاعهن القاسية دفعت بعضهن لمحاولة الالتفاف على هذا الحظر.
هانا، عاملة إثيوبية تقول إنها لم تملك خياراً سوى المجيء إلى لبنان للعمل قبل ثلاث سنوات، لتعيل عائلتها بعد وفاة والدها، وقد قام مستخدمها الأول بالتحرش بها جنسياً.
تقول هانا: "لم أستطع أن أجاريه فيما يطلب، جئت هنا للعمل وليس لأي شيء آخر، كان سيعطيني المال لو كنت وافقت على ما يريد مني."
في النهاية اكتشفت زوجته ما أقدم عليه لذا قام بضربها وضرب الخادمة معاً.
وقد لجأت هانا لسفارة بلادها، ولكن حاجتها للمال أرغمتها على إيجاد عمل بديل، فعانت من اعتداءات جسدية ونفسية وكانت مضطرة لتحملها في سبيل الحصول على ما يعيل أسرتها، أما الآن فقد أجهدت نفسياً، وكل ما تريده فقط هو العودة إلى بلدها.
ووفقاً لمنظمة هيومان رايتس ووتش، فإن هذا النوع السيئ من المعاملة يبدأ من لحظة وصول العاملة إلى المطار، حيث تقوم السلطات بتسليم جوازات سفرهن لصاحب العمل ليكون حر التصرف بمصيرهن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق