الأربعاء، 23 نوفمبر 2011

الغاز المسيل للدموع المصنوع في الولايات المتحدة يستعمل ضدّ المتظاهرين في ميدان التحرير.



متظاهر يعيد إلقاء قنبلة مسيلة للدموع على  شرطة مكافحة الشغب خلال مواجهات بالقرب من ميدان التحرير يوم الاثنين. 
Photograph: Khalil Hamra/AP



يتم توفير الغاز المسيل للدموع الذي تستخدمه وزارة الداخلية في ميدان التحرير من قبل شركة أمريكية. و يقول المتظاهرون أنهم استردّوا خراطيشا من الموقع كتب عليها اسم شركة " الأنظمة المختلطة " الأمريكية و عنوانها.
و تقع الشركة المعنية في "جيمس تاون" بولاية "بنسلفانيا" و هي متخصصة في تصدير ما تسميه " أجهزة مكافحة الشغب" للجيوش و "وكالات الأمن الداخلي" في كامل أنحاء العالم. كما تقوم أيضا بتصنيع المعدّات العسكرية الفتّاكة.
يقول المحتجون أن قنابل الغاز هاته تبدو أكثر قوّة من تلك التي استعملت من قبل الأمن المصري خلال الانتفاضة الشعبية في البلاد في فبراير الماضي. اذ يقول أحد الشهود :" انها قنابل أقوى, إنها تحرق وجهك و تشعرك أن كامل جسدك قد تم الاستيلاء عليه." مضيفا :" لا يبدو أن الكوكا و الخلّ قادران على مواجهتها."
و قد أفاد خبراء لل"غارديان" أن الغاز المستعمل يبدو فعلا غازا مسيلا للدموع لكن الآثار قد تتفاقم بواسطة التمارين الجسدية.
فضلا عن أثار الغاز المسيل للدموع , فقد عانى المتظاهرون من جروح خطرة على مستوى الرأس و الوجه بسبب الرصاص المطاطي. كما هناك تقارير عن استخدام الذخيرة الحيّة. و قد وقع نقل عشرات الأشخاص الى مستشفيات مؤقتة بعد استنشاقهم للغاز الخانق الذي أطلقته قوات الأمن المركزية.
تصدير الغاز المسيل للدموع إلى وكالات الأمن الأجنبية ليسا محظورا. فقد قامت الشركة الأمريكية ذاتها ببيع الغاز الخانق الى الشرطة الإسرائيلية حيث تم إطلاقه ضدّ المتظاهرين الفلسطينيين. و كذلك , حسب ما ورد , فقد بيع الى نظام "بن علي " السابق. و مع ذلك فان الإيحاء بكون الغاز المصنوع أمريكيا يقتل الناس و يجرحهم الآن هو أمر محرج لإدارة أوباما.
و قالت "هبة مرايف" و هي باحثة "هيومن رايتس ووتش "في القاهرة :" لقد شهدنا الاستعمال غير المشروع و العشوائي للقنابل المسيلة للدموع في احتجاجات مصر مؤخّرا فضلا عن الثورة الأصلية في فبراير الماضي. هناك عدد قليل من الخراطيش المستعملة ايطالية الصنع لكن الغالبية العظمى صناعة أمريكية."
و أضافت "هبة" :" الغاز الخانق لا يمثل مساعدة عسكرية مباشرة فقد تم بيعه الى وزارة الداخلية و ليس للجيش. من الناحية المثالية, على الحكومات أن تتثبت من الجهة التي تبيع لها الغاز المسيل للدموع."
"هبة مرايف" تؤكّد انه كان للغاز تأثير مدمّر على ضحاياه , فقد خلّف حالات اختناق لدى الجميع, و أجبر المئات على القيام بالفحص الطبي. و قد انتشل المحتجون 12 مم من الخراطيش ايطالية الصنع . شخص أعرفه انتهى به الأمر الى السعال دما. و أضافت أن "هيومن رايتس ووتش" تعمل على دراسة اسطوانات لمعرفة نوع الغاز المستخدم فعلا."
و قال "أليستر هايدز" أستاذ علم السموم البيئية في جامعة ليدز :" انه لشبه مؤكّد أن الشرطة المصرية استخدمت نوعا أشد فتكا من الغاز المسيل للدموع. انها وكالة مكافحة شغب قياسية تلك التي لطالما كانت هنا و لزمن بعيد."
و قال ألستر أيضا أن أثار الغاز كانت كريهة للغاية. انه يهيّج مسالك العين و المسالك التنفسية الى حدّ كبير, و لسوف يتسبب أيضا في تهيّج الجلد."
و أضاف أن المادة الكيميائية المستعملة في هذا النوع من الغاز الخانق " مشروعة تماما" في ظل العدبد من الشركات التجارية العاملة في مجال بيعها و استعداد الحكومات المحلية للاستفادة منها في حالات الشغب.
و قد أظهرت تجارب الجيش الأمريكي على هذا الصنف من القنابل المسيلة للدموع أن لها تأثيرا أكثر خطورة على الناس الذين يشاركون في أنشطة بدنية من أولئك الجالسين في هدوء. و قد يضطر هذا الغاز ضحاياه للخضوع الى رعاية مكثّفة بعد ذلك. و أفاد "هايدز" أن الطرقة الوحيدة للتخلص منه هي " الري المستمرّ" لغسل المناطق المتضررة.
و لم يصدر أي تعليق فوري عن الشركة المعنية .
موقع الشركة يقول أنها تأسست عام 1981 . و فيه أيضا " الأنظمة المختلطة هي شركة مقرّها الولايات المتحدة الأمريكية, و هي تدعم القوات المسلحة و وكالات حفظ النظام في كافة أنحاء العالم . و هي الرائدة في الهندسة , الصناعة , توريد الذخائر التكتيكية و أجهزة مكافحة الشغب على الصعيد العالمي من أجل تقديم الخدمات الى القوات المسلحة , هياكل حفظ النظام و الإصلاح و وكالات الأمن الداخلي.
"بالإضافة إلى منتجاتها العسكرية , ابتكرت الشركة خطا جديدا من الذخائر الأقل فتكا و الذخائر التكتيكية للسيطرة على الحشود و منتجات لأجهزة حفظ النظام المحلية بموجب قانون إنقاذ العلامة التجارية "س.ت.س". كما تدعم شركة "س.اس.أي" قاعدة عملائها الموسعة و المكونة من قوات الجيش العالمية و قوات حفظ النظام عبر مدّها بمجوعة الذخائر غير القاتلة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق