الأربعاء، 25 يوليو 2012

معركة طالوت مع جالوت !

ظل بنو إسرائيل بعد مجيئهم إلى فلسطين من غير ملك سنين طويله ، وتعرضوا في تلك الفترة للذل و الهوان و أيتعبدهم العناليق و أخرجوهم من ديارهم و سرقوا منهم مقداستهم فسرق تابوت العهد منهم، وهو التابوت الذي فيه الألواح المقدسة ....


بعد أن تعب بني أسرائيل من الذل و الهوان الذي يعانوه من العماليق ذهبوه الي نبيهم وطلبوا منه أن يعيين ملك عليهم يقودهم إلى قتال أعدائهم الذين أذلوهم وقهروهم زمناً طويلاً , فقال لهم نبيهم و هو يعرف تاريخهم الأسود , هل لو جعل الله لكم ملكاً ستطيعوه و لا تخالفوا أمره و تقاتلوا في سبيل الله , فقالوا و لما لا نطيعه و نقاتل و نحن أذل الناس بعد أن أخرجنا من ديارنا و أذلنا أعداؤنا !!


قأخبرهم نبيهم بأن الله قد أختار لهم ملكاً و هو " طالوت" , فرضي به جماعة، ورفضه آخرون،لأنه ليس من سلالة الملوك وفقير...
...
وحاول نبيهم إقناعهم بكفاءة طالوت وجدارته للملك والسلطة، ورضا الله عنه، و قال لهم أن الدليل المادي على ملكه هو عودة التابوت الذي سرق منهم وأن الملائكة ستأتي بالتابوت محمولاً ....فلما رأوا الملائكه تطير بالتابوت أمام أعينهم لم يصدقوا , حتي فتحوا التابوت ووجدوا مقداستهم فيها , ففرحوا و رضوا بطالوت ملكاً ....
قام طالوت بتكوين الجيش وجمع الجنود لمحاربة العماليق بزعامته و لكن كعادة اليهود رفض كثيراً منهم القتال و فروا بالرغم من أنهم هم من طلبوا القتال و اقسموا علي عدم الفرار ...

 تحرك طالوت بمن بقي معه ولكن حكمة القائد طالوت ومعرفته بهم وتشككه في صدقهم وثباتهم دفعته إلى اختبارهم في أثناء المرور بنهر في وقت الحر حيث أمرهم أن لا يشريوا من النهر و أن من سيشرب فلن يقاتل معه , فشربوا منه الا قليلاً فتبين له عصيان الأكثرين، وطاعة الأقلين...فهل بعد هذا عصيان و عناد !!!

و تابع طالوت الطريق وتجاوز النهر مع القلة المؤمنة، ولكن بعضهم تراجع و ترك القتال حين مشاهدة جيش جالوت العظيم....تحدث المؤرخون أن عدد من بقي ما طالوت لم يتجاوز السبعين !

 بدأت المعركة بين جيشي طالوت ملك اليهود و جالوت ملك العماليق و خرج جالوت العملاق يتحدي للمبارزة فلم يخرج من جيش اليهود أحد خوفاً منه , فما تجرأ عليه الا شاب صغير في السادسة عشرة من عمره و هو "داود عليه السلام " , فرفض طالوت لصغر سن داود , و حاول طالوت أن يشجع اليهود للخروج و مبارزة طالوت ووعد أن من سيخرج سيزوجه ابنته و يكون خليفته في الحكم فلم يخرج أحد, فلما لم يجد فائدة من اليهود سمح طالوت لداود لمبارزة جالوت ...و خرج داود بالفعل و قتل جالوت و انتصر اليهود و هزموا جيش العماليق ..

 و بعدها توفي الملك طالوت فاختلف بني اسرائيل و انقسموا علي أنفسهم فتبع قسم منهم ابن طالوت و تبع القسم الاخر داود عليه السلام تنفيذاً لوصيته الذي وصي بتولي داود الملك من بعده ...
بسم الله الرحمن الرحيم
 
246)أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمْ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ(246) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنْ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(247) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ(248) فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنْ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ(249) وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ(250) فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتْ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ(251).
 
صدق الله العظيم "سورة البقرة"




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق