الأحد، 29 يوليو 2012

معاناة إنسان حوله المجتمع إلى مسخ مخيف



 معاناة إنسان حوله المجتمع إلى مسخ مخيف جوزيف ميريك Joseph Merrick
ولد (جوزيف ميريك) بمدينة "ليستر" ببريطانيا سنة 1862، وُلد بتشوّهات بدت بسيطة في حينها رغم أن والديه طبيعيان تماماً...عاش سنواته الأولى مع أمّه و أخيه آرثر و أخته ماريون، عندما أصبح في عامه الثاني لاحظت أمه - ماري جين ميريك - تغيّرات تحدث في جسده فقد بدأت كتل بالنمو تحت الجلد عند منطقة الرقبة والصدر وبشكل أكثر خلف رأسه ..
...
وشعرت بالقلق على ابنها .. فالذي يحدث له .. أمر غريب وغير مألوف !؟....ومع مرور الزمن بدأ يصبح شكله أكثر غرابة تدريجياً، الجهة اليمنى من رأسه و ذراعه و يده بدأت تتضخّم بشكل كبير حتى أصبح لا يستطيع تحريك ذراعه وأضحت دون فائدة وبدأت الكتل على رأسه وظهره .. تكبر بشكل مخيف ومقـزز ! عند سن الخامسة. أصبحت استدارة رأسه عظيمة الكبر بنتوءين ضخمين من الخلف و أصبحت ضخامة الفكين تمنعاه من النطق الواضح فأصبح أضحوكة الحيّ و كلّما رآه زملائه تجمّعوا حوله للاستهزاء به و إلقاء النكت عنه و لكن قلب أمّه الحنون ساعده على الصمود و علّمه مواجه قسوة الحياة منذ الصغر.
عندما بلغ الحادية عشرة من العمر توفّيت أمّه التي كانت سنده الوحيد في هذه الحياة تاركة إيّاه في عهدة أب سكّير لا يأبه له و لا يكترث لأمره و زاد الطين بلّة عندما تزوّج أبوه من زوجة ثانية، و التي كانت قاسية جداً معه حيث طردته من المنزل و هو لا يزال ابن الثانية عشر، مما أجبره على البحث عن عمل هنا و هناك...و لكن هيهات، أينما حلّ كانت السخرية و الاستهزاء يلاحقانه، وضع ميريك في دار للفقراء وهو في سن السابعة عشرة، لكنه هرب منها بعد سنوات بعدما أصبحت الحياة هناك لا تطاق، بعدها لم يجد من ملجأ سوى في "سيرك المسوخ" و هو نوع من السيرك يقوم بعرض الناس ذوي الأشكال
الغريبة و التشوّهات الخلقية ليأتي الناس و يتفرجّوا عليهم و يتسلّوا بهم....قد أستغله صاحب السيرك السيّئ المدعو (بيرتس) الذي أخذه و وضعه في قفص حقير في إحدى دور السيرك و أستغل شكله الغريب المُشوه ليقوم بعرضه أمام الناس على أساس أنه شبيه بالفيل و أطلق عليه أسم ( الرجـــل الفيـــــــــــل ) .. مما يجعله يجنى الكثير من المال من الطامعين في رؤية شكل هذا الرجل المسكين .

تغيّرت حياة (جوزيف ميريك) تدريجيا بعد دخوله للمستشفى حيث توفرت له غرفة مريحة، رعاية يومية، طعام ساخن...أمور لم يكن يحلم بها حتّى!! و تدريجياً بدأت الممرضات و الأطباء يتعودون عليه و يحبّونه، و أصبحوا يتعاملون مع (جوزيف) الإنسان...كان له العديد من المواهب التي لم تتوفر للأصحاء، فقد كان يكتب الشعر و النثر و يناقش في الفن و الثقافة و ينقد مؤلفات شكسبير، و كان يصنع بيوتاً و كنائس مصغّرة غاية في الدقة و الإتقان باستعمال ألواح خشبية صغيرة
انتشر أمره بين الناس و بلغ مسامع الأميرة "ألكسندرا" أميرة ويلز التي أمرت بأن يُنقل إلى المستشفى الملكي حيث سيحاط بالرعاية الكاملة.
حتّى أن إحدى نجمات ذلك الوقت و تُدعى السيدة كاندل قابلت (جوزيف ميريك) و تحدثت معه حول المسرح...شكسبير...الاتجاه الواقعي و الرومانسي في الفنّ....فأظهر ما بداخله من أحاسيس و أفكار و رؤى تجاه الفنّ و أصبح معها "روميو" بعد أن كان "الرجل الفيل"...
وبدأت تتوافد عليه الزيارات من العـائلات الإنجليزية الراقية .. والجلوس معه وتبادل الحديث
وأصبحت من أمور الوجاهة .. أن تقابل السيد - مــيريـك -.

و لأول مرة يشعر جوزيف ميريك بأنه إنسان حيث اكتشف الدكتور فريدريك المواهب والثقافة الراقية لديه وذاع صيته في المجتمع الراقي والجرائد بلندن بل و بدئت كبار الشخصيات المثقفة تأتي لزيارته وترددت عليه الأميرة اليكس وعرفت كم هو في منتهى الرقة والثقافة بل وبكت عليه كل مرة.

الوفاة الغريبة

كان طوال حياته يردد :"أنا لست حيواناً !! أنا إنسان !! "....و رغم أنّه لم يعش حياته كإنسان، إلا أنه قرر أن يموت كإنسان....فقد كان يتعيّن عليه أن ينام مستلقيا على جنبه، لأن الاستلقاء على الظهر كان يمنعه من التنفس بصورة طبيعية بسبب حجم رأسه الكبير جدا...إلاّ أنّه ذات يوم قرر أن ينام كالناس العاديين و إن كلّفه ذلك حياته، و ذلك ما حدث إذ قرر النوم مستلقياً على ظهره فأدى ذلك إلى اختناقه و مات مختنقاً....رحل عن هذا العالم يوم 11 أبريل 1890 تاركاً وراءه حب جميع من قابلوه لأدبه الشديد و ثقافته العالية، مات متعطشا إلى الحب و هو في السابعة و العشرين من العمر، فقد ذكر أكثر من مرة بأنه يتمنى لو تقع في غرامه امرأة ضريرة على الأقل، حتى لا تفزع من شكله المخيف.

طبعا أنت مستغرب وأول مره تقرأ القصه ده للأسف ده حقيقه وفى قصص أبشع منها أبطلها ناس أفضل منك انت الى بتقرأ الأن لان محدش ذنبه ولا يقدر يغير شئ هو اتخلق بيه !
من الحماقه إننا نسخر من قوم قد حدث لهم حادث أو خلق أحدهم بإعاقه ما أو بسبب لونه او دينه او جنسته ،فيمكن الشخص ده هو أفضل منك ومني !

 
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿١١﴾"
 
سورة الحجرات .... صدق الله العظيم
 
.

هناك تعليقان (2):

  1. عبرة لمن يعتبر
    ممكن المصدر من فضلك؟

    ردحذف
    الردود
    1. طبعا ممكن http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%88%D8%B2%D9%8A%D9%81_%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D9%83

      حذف