السبت، 28 يوليو 2012

اضطهاد اليهود لعيسى عليه السلام


قبل البدأ في تلك المداخلة الحساسة , يجب أولاً أن نوضح أن الهدف من سرد تاريخ القدس و فلسطين ليس لمناقشة الأديان المختلفة و التهكم علي الاخرين , فهذا موضوع ممكن مناقشته في مكان اخر , و لكننا هنا ننقاش تاريخ القدس منذ بداية التاريخ ليعلم المسلمين و المسحيين و العرب تاريخ تلك البقعة المقدسة و كيف سلبها اليهود حتي اقاموا اسرائيل ...لقد استخدمنا مصادر عديدة جداً من جميع الاتجهات المختلفة و أنا شخصياً ...لا أحب الانغلاق علي فكرة معينة و أحب أن أنظر للموضوع من وجهات نظر مختلفة لذلك لا أعتمد أبداً علي مصدر واحد للمعلومه الا اذا كان مصدر تلك المعلومة هو القران الكريم فأكتفي به وحده .....عموماً مرة أخري أدعو الجميع أن نبتعد عن مناقشة الاختلاف في الروايات بين المسلمين و المسيحيين ....
عموماً توقفنا عند قتل الملك اليهودي بطلميوس لنبي الله يحيي و من بعده زكريا و كان ذلك عام 26 ميلادي ,و هكذا لم يتبق من أنبياء الله سوي عيسي عليه السلام ....
و كما ذكرنا أيضاً , تعرض عيسي عليه السلام و امه السيدة مريم لمضايقات وافتراءات كثيرة من بني اسرائيل , فاتهموا السيده مريم صاحبة الأخلاق العاليه و النسب الشريف بالزنا و قالوا في حقها بهتاناً و أفتراء عظيماً ...
بدأ سيدنا عيسي بممارسة الدعوة و ظل يسيح في الأرض و يدعو الناس لعبادة الله و محاربة المنكارات و دعوة اليهود أن يجتنبوا المحرمات و أن يعودوا الي الله فكان يدخل عليهم المعبد و يقلب طولات القمار و ينهيهم علي انتهاكات أماكن العبادة المقدسة , و كان يخطب في معابد اليهود و أستطاع تغيير دين اليهود و يزيل منه المنكرات و الخزعبلات ..و قد خفف عنهم المسيح الكثير , فكان دين اليهود ديناً صارماً فيه الكثير من القيود و المحرمات التي فرضها الله علي اليهود بسبب عنادهم و ظلمهم مع أنبياءهم السابقين , فجاء عيسي عليه السلام و جعل يلغي بعض هذة العقوبات و القيود و أيده الله بمعجزات كثيرة , فجعله يصنع من الطين شكل الطير فينفخ فيه فيصبح طيراً حراً يطير , و كان يمسح علي عين الأكم (الأعمي) فيصبح بصيراً , و كان يحيي الموتي و غيرها من المعجزات الكبيرة ..

و بالرغم من كل تلك المعجزات الا أنه لم يؤمن و يتبع المسيح الا عدد قليل من بني اسرائيل ( و سموا الحواريين ) ,أما بقية اليهود فعاندوه و اتهموه بالسحر , و شعروا بالغيرة منه بسبب المكانه التي من الممكن أن يصل اليها لو استمر في دعوة الناس ..

و في عام 33 ميلادي كان الحقد اليهود قد بلغ مبلغاً عظيماً خصوصاً لما كثر حديث الناس عن معجزات عيسى عليه السلام، فخاف رهبان اليهود أن يتبع الناس الدين الجديد فيضيع سلطانهم. فذهبوا للملك بطلميوس وقالوا له أن عيسى يزعم أنه مَلك اليهود، وسيأخذ المُلك منه . فخاف المَلك وأمر بالبحث عن عيسى –عليه السلام- ليحاكمه و يتخلص منه .............
و كما ذكرنا من قبل كان ان السلطة و الحكم كانوا بيد الرومان بينما القضاء و التشريع بيد اليهود , فتحالف اليهود مع الرومان علي عيسي عليه السلام و أقنعوا الملك بارسال جنوده للبحث عن المسيح للتخلص منه
وهنا تكثر القصص و الرويات و يكثر الخلط و التغيير و لكنننا هنا لن نسرد الا الروايه المذكورة في القران حيث لا يصح أبداً أن نستعين بأي مرجع أخر عندما يكون الحدث ذكر في القران صراحة ....
عندما بلغ عيسى عليه السلام أنهم يريدون قتله، خرج على أصحابه وسألهم من منهم مستعد أن يقدم نفسه فدأء له , فتقدم شاب صغير وافق أن يضحي بنفسه من أجل المسيح , فقلب الله سبحانه و تعالي شكل هذا الشاب الي شكل سيدنا عيسي , ، ورفع الله عيسى أمام أعين الحواريين إلى السماء. وجاء اليهود وأخذوا الشبيه فأسروا هذا الشاب و وضعوا علي رأسه تاجاً من الشوك ثم اقتادوه الي المحاكمة و بدأ اليهود يحاكمونه , ولكونه كان حوارياً لعيسي عليه السلام ,فقد كان بارعاً في رد أجوبتهم و دحض مزاعهم , فلم يقدروا عليه و لكنهم مع ذلك أصدروا قراراً بقتله و صلبه فحملوه الصليب , و كان الصليب ثقيلا جداً , فحمله و سار به في طريق معروف حتي اليوم و يسمي (طريق الالام) , فاخذوه في هذا الطريق و كانت له فيه أربع عشره وقفة في أماكن مختلفة يرتاح بها من شدة التعب" , و هذة الأماكن معروفة حتي اليوم و تعتبر أماكن مقدسة في الديانه المسيحية . "حتي وصل للمكان الأخير فصلبوه
و بعدها اضطهد اليهود المسحيين أنصار المسيح عيسي أبن مريم أضطهاداً عظيماً حتي أختفي هؤلاء و هربوا من القدس و لجأ بعضهم الي روما و بدأت الدعوة المسيحية في السر , و تابع اليهود اضطهادهم للمسحيين فباتوا يقتلون أي مسيحي يجدونه او ينفوه خارج فلسطين ...

نتابع غداً أن شاء الله تاريخ القدس حتي مولد رسول الله محمد عليه الصلاه و السلام ...
See More

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق