الاثنين، 26 مارس 2012

إسرائيل توافق على إدخال مواد البناء إلى قطاع غزة لاستكمال المشروعين السكنيين السعودي والياباني

بعد الموافقة الإسرائيلية على إدخال مواد البناء اللازمة لتنفيذ المشروعين السكنيين السعودي والياباني إلى قطاع غزة، تبدأ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين المرحلة الثانية من المشروع، الذي تستفيد منه آلاف الأسر الفلسطينية. التفاصيل مع علا ياسين مراستنا في قطاع غزة.
أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين اونروا أنها ستبدأ في تنفيذ المرحلة الثانية من المشروعين السعودي والياباني بعد تلقيها رسميا موافقة إسرائيلية على إدخال مواد البناء اللازمة لتنفيذ المشروعين الكبيرين الذين يخدمان آلاف العائلات الفلسطينية التي هدمت بيوتها في بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 أو تلك البيوت الآيلة للسقوط التي هدمتها الاونروا داخل المخيمات الفلسطينية.
 وقال عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي للاونروا إن استئناف البناء في هذين المشروعين الكبيرين سيمكن الاونروا من حل مشاكل آلاف العائلات الفلسطينية في قطاع غزة، والذين طال انتظارهم لأكثر من عشر سنوات. وقال: 
"الموافقة الإسرائيلية تشمل بناء سبعمائة وحدة سكنية جنوب قطاع غزة من ضمن المشروع السعودي وهي لبيوت هدمتها قوات الاحتلال إسرائيلي بالإضافة إلى259  وحدة سكنية ضمن المشروع الياباني وهي بيوت آيلة للسقوط قديمة للغاية هدمتها الاونروا قبل عدة سنوات ولم تتمكن من إعادة بنائها إضافة إلى بناء عشر مدارس جديدة في مختلف مناطق قطاع غزة". 
وأوضح أبو حسنة أن الموافقة الإسرائيلية جاءت بعد اتصالات مكثفة ساهمت بها جهات عديدة، متوقعا أن تبدأ عمليات البناء فورا حيث سيتم إرسال قائمة بالاحتياجات اللازمة للبدء الفوري في عملية البناء، مشيرا إلى أن القسم الهندسي بالاونروا أعد كافة الخرائط الهندسية الفنية والتقنية والبشرية حيث سيتم طرح العطاءات بصورة فورية للبدء في عملية البناء. 
وقد سادت فرحة كبيرة بين المئات من المستفيدين من هذا المشروع في ظل اشتداد معاناتهم خلال السنوات العشر الماضية آملين بأن تنجز الاونروا عملية البناء الضخمة في أسرع وقت ممكن بما يكفل إنهاء تشردهم وتشتتهم في مختلف مناطق القطاع. 
المواطن علي جودة، رب أسرة تتكون من أربعة عشر فردا، تحدث لإذاعة الأمم المتحدة عن معاناته الشديدة خلال العشرة أعوام الماضية عندما كان يعيش بلا مأوى جراء هدم قوات الاحتلال الإسرائيلي لمنزله في مخيم رفح القطاع غزة عام 2000. وقال: 
"أعاني منذ تسع سنوات أو عشر سنوات، طبعا استأجرنا بيت، طبعا البيت بالإيجار معاناة، أعانيها، بلا مأوى تسع سنوات، كنا تائهين جدا، مش عارفين حالنا، إحنا بالشارع، برا، أو ماذا بالضبط، يعني مأساة".
أما المواطنة صباح أبو عرجة فقد عبرت عن فرحة شديدة ممزوجة بشكر عميق للمملكة العربية السعودية على تبرعها السخي لبناء الحي السعودي الذي من شأنه أن يخفف من معاناة المئات من الفلسطينيين الذين هدمت بيوتهم وباتوا لسنين طويلة بلا مأوى. 
"والله لما سمعت بالخبر، الفرحة لا تسعني، لا أصدق متى استلمهم وأقعد فيها، لأني صار لي تسع سنوات مشردة من بيت إلى بيت، وأخيرا استقريت في مخازن، أنا الآن أعيش في مخازن منذ خمس سنوات، أنا اشكر المملكة العربية السعودية على تبرعها بالمشروع وفرجت علينا المقت الذي نعيش فيه". 
أم إياد مواطنة أخرى تعيل ثلاثة عشر فردا تحدثت لإذاعة الأمم المتحدة عن مشاعرها عندما سمعت بقرار الاونروا استئناف البناء. وقالت: 
"والله حاسة بالفرحة الحمد لله، لأن ربنا فرجها علينا وعلى كل أصحاب البيوت المهدمة، والآن سنسكن. اقتربت إن شاء الله، كانت حياتنا معاناة كبيرة، نشكر ربنا ثم الناس الذين قاموا بالاعتصامات، وأيضا لوكالة الغوث، والحمد لله رب العالمين". 
من جانبهم أعرب ممثلون عن أصحاب البيوت المهدمة وشخصيات اعتبارية عن ارتياحهم الكبير لشروع الاونروا بإنشاء المرحلة الثانية من مشروعي الإسكان السعودي والياباني. 
وقال الدكتور سمير مدللة، مدير مركز اللاجئين للتنمية المجتمعية إن سماح إسرائيل بإدخال مواد البناء للاونروا لاستئناف المشروعين السعودي والياباني يعد خطوة ايجابية باتجاه رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة. وأضاف: 
"نعتبرها خطوة بالاتجاه الصحيح باتجاه رفع الحصار عن غزة كما أن شعبنا وخاصة المتضررين والمدمرة بيوتهم ينظرون بتفاؤل وفرح شديد لهذه الخطوة التي من شأنها أن تخفف من معاناتهم، هناك كثير من البيوت المدمرة أصحابها بلا مأوى، هذا أيضا يستدعي مواصلة الضغط من قبل الأمم المتحدة ومن قبل الاونروا لإدخال ما تحتاجه الوكالة من مواد بناء ووقود ومواد تموينية لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر منذ يونيو 2006". 
ومن المؤكد أن إنجاز الاونروا لهذين المشروعين الكبيرين يشكل إضافة نوعية لحل مشاكل الذين هدمت بيوتهم خلال السنوات الماضية ولكن يبقى السؤال الكبير. متى ستبدأ الاونروا وغيرها من المنظمات الأممية والأهلية عملية بناء ما تم هدمه أثناء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة أواخر عام 2008 مطلع  2009 والتي أبقت عشرات الألوف بلا مأوى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق