الأربعاء، 14 مارس 2012

مصر الأمنه شكليا!!!

أحمد عبد الحميد:

أن تسير في شوارع أوروبا ليلا و ترى المحال وهي مغلقة, و أنوارها مضاءة, و بضاعتها تتلألئ من خلف الزجاج الذي لم تغطيه الأبواب الحديدية... يعطيك شعور "بالاطمئنان", بالرغم من السكارى الذين يعترضون الطريق من وقت لآخر ولا يزعجك أي منهم.

أحيانا كثيرة الفقر و الجوع و الحاجة تجعل الإنسان في حالة أسوأ من السكير. فيصبح خطرا على المجتمع, و يضطر كل محل أن يغلق بابه بعدة أقفال, بعد أن يوصده ب...أعتى المواد المعدنية حتى يأمن على بضاعته, تماما كما هو الحال في بلادنا. 
حينها تعرف أن أكبر مشكلات المجتمع, لم تكن في السكر و العربدة ليحصل على الأمان الذي تمناه... إنما بالأساس "لقمة الطعام" التي تكفي الحاجة و تعف اليد.
كلما سرت في الشارع ليلا في أوروبا, و نظرت للأبواب الزجاجية, و غياب البوليس الذي قلما تراه في الشارع إلا مصادفة... و تذكرت كم القضبان الحديدية على شبابيك و محال بلادي, و معها حارس على كل عمارة و معهم حارس على حذائك في المسجد الذي تصلي فيه... كنت أدرك الحقيقة مجردة: أن الأمان الذي تمتلكه أغلب بلادنا هو أمان زائف.

و الآن بعد الثورة, يضغط التيار المضاد (المجلس العسكري و الداخلية و أمن الدولة سابقا و أعوانهم) على الناس ليطلبوا العودة للأمان الذي كانوا عليه ظنا منهم أنه هذا هو منتهى أمانيهم. و أظنه لكثير ممن جهلوا معنى الأمان. ربما عايش البعض تجربة ترك السيارة بمفاتيحها في بعض دول الخليج... ربما تذوقوا لذة أن تأمن على منزلك و حديقتك و الباحة الخلفية فيها وما تركت من لعب أطفالك... هذه الصورة الوردية من الحياة هي صورة حقيقية... تحياها أمم كثير. إلا بلادنا.

أحلم أن أسير في شوارع مصر مطمئنا, و محالها مضاءة بألوان الموالد المبهجة... ألوان ثقافتنا و هويتنا... أحلم بهذه النعمة التي تسمى "السلام" بحق.
 https://www.facebook.com/amahamid

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق